كان للمرأة دور خطير وعظيم في تاريخ الإسلام مصاحبة للرجل في كل أدواره إما في المقدمة مثلها مثل الرجل في دوره وكفاحه. واما من وراء الرجل تدفعه وتحفزه علي إكمال مسيرة نشر الاسلام سواء بالجهاد أو الهجرة أو رواية الحديث عن رسول الله صلي الله عليه وسلم. أو في مجال الشعر أو الفقه.. وغير ذلك من المجالات التي برزت فيها المرأة المسلمة. فقد كانت ايجابية في كل موقف ولم تكن سلبية أبداً. بل كانت في المقدمة دائما بدءا من أمهات المؤمنين وحتي أصغر صحابية وأيضاً بعد عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم استمرت المرأة في أداء دورها الايجابي في عصر التابعين وما بعده وبذلك كان للمرأة أهمية كبيرة وبصمة واضحة في كتابة تاريخ الاسلام. وفي كل مجال خاضته المرأة كان لأمهات المؤمنين المقدمة ولكنه إذ ذكرناهن قبل ذلك فسوف نذكر الصحابية فقط دون أمهات المؤمنين حيث ان لهن مجال آخر سنذكره بمشيئة الله تعالي. أولاً: المحدثات والمحدثات من الصحابيات بلغن أكثر من خمسمائة صحابية من العدد الكلي للصحابيات اللاتي ذكرتهن كتب الصحابة وهن "1379" صحابية لهن أدوار مختلفة في تاريخ الاسلام ومن أشهر النساء اللاتي روين الحديث هن: 1- أسماء بنت أبي بكر الصديق عبدالله بن أبي قحافة عثمان ابن عامر التيمية القرشية من كبار الصحابيات روت عن رسول الله صلي الله عليه وسلم ثمانية وخمسين حديثا "58" ذكر ذلك الإمام ابن الجوزي كما ذكر الإمام الذهبي كذلك ذكر ابن حجر ان أحاديثها متفق عليها في الكتب الستة. كما ذكرها ابن حبان في كتابه "الثقاف" وروي لها ترجمة مختصرة وقد روي ابناها الحديث عنها وهما عروة وعبدالله كذلك حفيدها "عباد" بينما أضاف ابن حجر في "تهذيب التهذيب" قائلاً: "وأحفادها : عباد بن حمزة بن عبدالله ابن الزبير. وعمه عباد بن عبدالله وعبدالله بن عروة بن الزبير وفاطمة بنت المنذر بن الزبير ومولاها عبدالله بن كيسان وصفية بنت شيبة وعبدالله ابن عباس.. وغيرهم" وقد عاشت أسماء نحو مائة سنة وتوفيت عام ثلاث أو أربع وسبعين وهي ذات النطاقين وقد عاشت بعد صلب ولدها عشر ليال وتوفيت بمكة. وقد ذكر ابن الجوزي في "تلقيح فهوم الأثر" انه قد أخرج لها في الصحيحين اثنان وعشرون حديثا. المتفق عليه منها ثلاثة عشر حديثا. أما ابن حنبل فقد اسند لها خمسة وثمانين حديثا في مسنده.