* يسأل عماد محمد علي من الإسماعيلية: كثر الحديث بعلاقة المسلمين بغيرهم من وجهة النظر الشرعية. وتحدث فيها أصحاب الأهواء والمنصفون.. وأريد الوجهة الشرعية التي تحدد تلك العلاقة. ** يقول د. عبدالرحمن العدوي عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر: ينقسم غير المسلمين في علاقتهم بالمسلمين إلي قسمين: القسم الأول: هم الذين يعيشون مع المسلمين في سلام ومودة ولم يحدث منهم اعتداء علي المسلمين ولم يقاتلوهم وهؤلاء لهم من المسلمين البر والتعاون علي الخير وفي ذلك يقول الله تعالي: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين". "الممتحنة: 8". ومن مقتضيات هذه العلاقة. المسالمة والمعاشرة الجميلة والمعاملة. القسم الآخر: هم الذين اعتدوا علي المسلمين وقاتلوهم وحاربوهم في دينهم وشردوهم من أوطانهم واستولوا علي حقوقهم وطاردوهم في حياتهم وعاونوا أعداء المسلمين ضدهم فهؤلاء يجب قتالهم وعدم الخضوع لهم وعدم الرضا بما يفعلونه بالمسلمين. وفي ذلك يقول الله تعالي: "إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا علي إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون" "الممتحنة: 9". ولما كان من العدل أن يواجه الاعتداء بمثله حتي لا تقوم للظلم والبغي قائمة فقد شرع الله رد العدوان بمثله تعالي: "فمن اعتدي عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدي عليكم" "البقرة: آية 194". وشرع قتال الذين يقاتلون المسلمين فقال: "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين" "البقرة: 190" وهذا من مثالية الإسلام أن ينهي المسلمين عن الاعتداء في القتال وأن تكون الحرب ضرورة تقدرها بقدرها. فلا يقتل غير المقاتلين ولا تهدم الدور ولا تقطع الأشجار ولا تخرب البلاد ولا تقتل امرأة ولا صبي ولا شيخ كبير ولا راهب في صومعته فذلك من الاعتداء الذي نهي الله عنه محذراً بأنه لا يحب المعتدين. ونهي عنه رسول الله - صلي الله عليه وسلم - فعن عثمان بن بريدة عن أبيه قال: كان رسول الله - صلي الله عليه وسلم - إذا أمر أميراً علي جيش أو سربة أوصاه في خاصته بتقوي الله ومن معه من المسلمين خيراً. ثم قال: "اغزوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليداً". رواه أحمد ومسلم.