عمر بن الخطاب هو ثاني الخلفاء الراشدين. وأول من سمي بأمير المؤمنين. حيث رأي المسلمون أن ذلك أيسر. وأخف علي اللسان العربي من أن يناديه أفراد الرعية بخليفة خليفة رسول الله - صلي الله عليه وسلم - وهو ايضا نموذج للشجاعة والإقدام وكان - رضي الله عنه - أول من جهر بالإسلام. وأول من أعلن علي الملأ هجرته من مكةالمكرمة إلي المدينةالمنورة متحدياً بطش قريش وجبروتها وتنكيلها بالإسلام والمسلمين. فتقلد سيفه وأشهر رمحه. ونادي بأعلي صوته من أراد أن تثكله أمه أو يؤتم ولده فليتبعني وراء هذا الوادي. وخافته قريش فلم يتعقبه أحد. وعمر ابن الخطاب والد حفصة أم المؤمنين فهو صهر رسول الله - صلي الله عليه وسلم - كما هو أمنيته - عليه الصلاة والسلام - في دعائه قال: اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين فأعلن عمر بن الخطاب إسلامه فزاده الإسلام قوة علي قوته. وشجاعة علي شجاعته وإقدامه. وجعل الإسلام من هذه القوة وتلك الشجاعة قوة بناءة معمرة. وشجاعة في الحق والعدل فهي قوة الإيمان التي يقول فيها رسول الإسلام محمد - عليه الصلاة والسلام -: "المؤمن القوي خير وأحب إلي الله من المؤمن الضعيف" ويقول الحق سبحانه وتعالي: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم" من الآية 60 من الأنفال. فماذا يتعلم النشء الذين يدرسون سيرة الخليفة العادل عمر بن الخطاب في المدارس والمعاهد خاصة بمرحلة التعليم الأساسي؟ يتعلم هؤلاء التلاميذ وغيرهم - أيضا - الكثير من هذه السيرة العطرة لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب وأهم هذا الكثير المفيد يمكن بلورة بعضه فيما يلي عرضه في إيجاز. أولاً: الشجاعة: تقدم سيرة الخليفة عمر بن الخطاب نموذجاً واضحاً للنشء في الشجاعة والإقدام طالما الإنسان علي حق فلا يخشي ولا يخاف غير الله سبحانه وتعالي. فأعلن عمر بن الخطاب هجرته علي الملأ بعد أن سأل رسول الله - صلي الله عليه وسلم - يا رسول الله ألسنا علي الحق إن ميتنا أو حيينا؟ قال - صلي الله عليه وسلم - بلي يا ابن الخطاب فقال عمر: فلماذا لا نعلن الإسلام جهراً كما أعلن هجرته من بعد ذلك. ففي إعلان عمر إسلامه ثم هجرته أكبر دليل علي شجاعته في الحق وفي هذا المجال فهو نعم النموذج. وخير قدوة للنشء الذين يدرسون سيرته العطرة. ثانياً: الطاعة للحاكم: عاش عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فترة حياة النبوة فكان نعم المطيع لرسول الله - صلي الله عليه وسلم - كما كان ايضا نعم المطيع لخليفة رسول الله أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - والصورة الواضحة هنا لحظة علم عمر بن الخطاب بوفاة رسول الله - صلي الله عليه وسلم - فهاج وماج وأعلن قائلاً: من يقول: إن رسول الله مات فأهون عندي أن تقطع أوصاله. فلما جاءه أبوبكر الصديق وقرأ عليه قول الله تعالي: "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل أنقلبتم علي أعقابكم ومن ينقلب علي عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين" آل عمران .144 فلما قرأها عليه أبوبكر الصديق خليفة رسول الله هدأت نفس عمر الثائرة وأطاع الصديق طاعة كاملة. كما أطاعه في موقفه من حرب المرتدين. ثالثاً: العدل: كان عمر بن الخطاب نموذجاً للعدل يهتدي به الحاكم والمحكوم ويتجلي عدله في كثير من مواقفه فحين ضرب ابنه عبدالله نصرانياً في مصر طلب من الوالي عمر ابن العاص أن يرسل إليه ابنه وطلب من النصاري أن يقتص منه. ولما شكا إليه يهودي حاجته دفع عنه الجزية. رابعاً: بعد نظره. كان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يستشرف المستقبل لخبرته وتجاربه وبعد نظره وصفاء ونقاء إيمانه كأنه يقرأ الغيب كما يري ذلك بعض الباحثين فهو صاحب مقولة: الجبل الجبل وهو يخطب علي المنبر فتوهم بعض المستمعين بأن عمر قد خرج عن موضوع الخطبة ولكنه أراد أن يسمعه أحد قادة المسلمين ويعتصم بالجبل حتي لا يهزم وقد أقر القائد المسلم بأنه قد سمع نداء عمر إنه التلباثي أو الحاسة السادسة كما يسميها علم النفس الحديث. خامساً: الإبداع والابتكار: كان الخليفة العادل عمر بن الخطاب عبقرياً مبتكراً فهو أول من وضع دوياناً أي سجلاً ونظاماً للجند. وللحقوق المالية وفق تصنيف عبقري وطبقه في بيت مال المسلمين. وأول من أرجأ تطبيق حد السرقة وهو قطع اليد في عام 18ه الذي عرف بعام المجاعة حيث لا مطر فلا زرع. ولا ضرع فأقوف خليفة المسلمين في هذا العام حد السرقة وليس هذا فحسب بل كان يأكل ويشرب ويعيش كما يعيش أفقر فقراء الرعية في طعامه وشرابه. وملبسه فكان نعم المواطن. ونعم الحاكم وكم في سيرته العطرة من دروس مفيدة فلعل المعلمين يكسبون النشء هذه المعارف المفيدة. وتلك المهارات النافعة والاتجاهات والقيم الإيجابية!!