كنت قد عزمت أن أكتب مقالي هذا الأسبوع عن يوم عرفة. هذا اليوم العظيم الذي ننتظره كل عام وقلوبنا متجهة إليه وأعيننا تفيض بالدمع نتمني الوقوف عليه أملا في الحصول علي رحمة الله وغفران الذنوب والتوبة . هذا اليوم من أعظم الأيام عند الله تعالي والذي قال عنه رسول الله صلي الله عليه وسلم : "إن أعظم الأيام عند الله تعالي يوم النحر ثم يوم القر". وقال عنه :¢ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة . وإنه ليدنوا ثم يباهي بهم الملائكة فيقول : ما أراد هؤلاء؟¢. ولكن وفاة صديقي وزميلي فهد العياط الذي وافته المنية فجأة إثر حادث أليم وهو يؤدي واجب العزاء في وفاة والدة زميلنا محمد الصايم .جعلتني أكتب هذا المقال رثاءً له وتعزية لإنسان خلوق قل أن يوجد بيننا. صديقي العزيز فهد وفاتك كانت صدمة ومصيبة كبري ألمت بي وبكل من يعرفك. عرفتك منذ سنوات طويلة زميلاً في قسم سكرتارية التحرير مخلصاً في عملك مبدعاً فناناً يشهد لك كل من عمل معك. عرفتك علي المستوي الشخصي صديق بمعني الكلمة. خلوقاً لا تتفوه بكلمة تغضب الله. تؤدي حق الله تعالي ولا تتواني في فعل الخير ومساعدة الزملاء والأصدقاء. ابتسامتك الحلوة التي كنت تقابلنا بها لا تفارق شفتيك. وكأن الله تعالي من علي وجهك بنور من عنده. صديقي العزيز عزائي الوحيد فيك أنك رحلت عنا في هذه الأيام المباركة العشر من ذي الحجة أفضل وأعظم الأيام عند الله تعالي والذي أقسم بها رب العزة حيث قال:¢ والفجر . وليال عشر¢. وعزائي أن وفاتك في هذا الحادث الأليم سوف تحسب عند الله تعالي في منزلة الشهداء كما أخبرنا الله عز وجل في كتابه العزيز: "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون. فرحين بما أتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون". صديقي العزيز لا أملك لك بعد رحيلك إلا أن أدعو لك في هذه الأيام المباركة لعل الله تعالي يستجيب أن يتقبلك الله من الشهداء. وأن يغفر لك ذنوبك ويبدلها حسنات ويوسع لك في قبرك. أللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار. أللهم أبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وزوجا خيرا من زوجه. وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار . أللهم ألهمنا وأهله الصبر علي فراقه. وأخيرا أقول لك ما قاله حبيبنا محمد صلي الله عليه وسلم لإبراهيم: "إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بفراقك يا ابراهيم لمحزونون".