فاجأتني مصيبة خبر وفاة زميلي وصديقي ودفعتي محمد عيداروس كما فاجأت كل زملائه وأحبائه وأصدقائه وأهله وأقاربه عندما وافته المنية بعد أزمة قلبية أثناء حضوره أحد المهرجانات في دولة الإمارات العربية وهو يؤدي الواجب المهني لكنها إرادة الله فلكل أجل كتاب كما قال الله تعالي: ¢ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله لكل أجل كتاب¢ وقوله تعالي ¢واذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون¢. أنعيك أخي العزيز بهذه الكلمات لعلها تلهمني وتلهم أهلك ومحبيك الصبر والسلوان علي فقدانك الذي فاجأنا جميعا وعلي رحيلك الذي ترك في أنفسنا ألما يعتصر قلوبنا ويدمي عيوننا حزنا علي فراقك. أتذكر أخي الحبيب عندما التحقنا بالعمل الصحفي بمؤسسة دار التحرير في عام 1993 أي ما يقرب من 20 عاما هم سنوات معرفتي بك عملت أنت في ¢شاشتي¢ وعملت أنا في ¢عقيدتي¢ وكان دائما تجمعنا الصحبة الجميلة والأوقات السعيدة وقرب المكاتب في المبني القديم والجديد. عرفت أخي الحبيب محمد بأخلاقه وروحه الطيبة التي تنم علي أصله الطيب الكريم وأدبه الجم الذي يشهد له كل زملائه في المؤسسة وفي الوسط الصحفي كله الذي فقد صحفيا وكاتبا مميزا يحب عمله ويخلص له ويبدع فيه مما جعله كاتبا مميزا له مؤلفات سياسية عديدة جريئة منها ¢متجمعين في طرة¢ الذي تحدث فيه عن رموز النظام السابق في سجن المزرعة وكتاب ¢كل حريم الهانم¢ و¢العشرة المبشرون بحكم مصر¢ وهي المؤلفات التي أحدثت ضجة كبيرة في الأوساط الثقافية فور صدورها خاصة بعد ثورة 25 يناير العظيمة. رحمة الله عليك أخي الحبيب محمد عيداروس ولا يسعني هنا إلا أن أدعو له بأن يغفر الله له ويرحمه ويعفوا عنه ويكرمه ويوسع مدخله ويغسله بالثلج والماء والبرد .. أللهم هون حسابه وثبت أقدامه وألهمه حسن الجواب وطيب ثراه و أكرم مثواه واجعل الجنة مستقره و مأواه .. اللهم آنس وحشته وارحم غربته وقه عذاب القبر وعذاب النار ونقه من خطاياه كما ينقي الثوب الأبيض من الدنس وأفسح له في قبره واجعله روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار أللهم أمين .. اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيرا منها وعزاؤنا الوحيد قول الله تعالي في كتابه العزيز موجها خطابه لعباده المؤمنين :¢ يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلي ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي¢.