تمتد المتناقضات حتي نهاية الروايات. لأنه ليس يوحنا. ولا متي يشيران إلي صعود المسيح. فمرقس ولوقا فقط يتحدثان عن هذا. وبالنسبة لمرقس "19:16" فإن المسيح "قد رفع إلي السماء وجلس علي يمين الله". وهذا دون تحديد تاريخي بالنسبة لقيامته. ولكن لابد من ملاحظة أن نهاية إنجيل مرقس التي تحتوي علي هذه الجملة. ليست نصا صحيحا. وهي نص كتب وأضيف بعد ذلك في رأي الأب روجي. حتي وإن كانت الكنيسة تعتبره قانونيا. يتبقي إنجيل لوقا. فهو الوحيد الذي يذكر حدث الصعود. وذلك في نص لا يناقشه أحد "51:24" يقول: "انفصل المسيح عنهم وحمل إلي السماء". ويضع لوقا الحدث في نهاية رواية قيامة المسيح وظهوره للأحد عشر. حواريا - لأن الثاني عشر "يهوذا" قد مات- وتتضمن تفاصيل الرواية الإنجيلية أن الصعود قد حدث يوم القيامة. ولكن لوقا يصف في "أعمال الرسل"- والكل يعتقد أنه كاتبها- مرات ظهور المسيح للحواريين بين الآلام والصعود بالألفاظ التالية: "وقد حصلوا منه علي أكثر من آية علي حين أظهر نفسه لهم. طيلة أربعين يوما. عن ملكوت الله" "1: 2-3". إن هذه الفقرة من "أعمال الرسل" هي الأصل في تحديد العيد المسيحي للصعود بأربعين يوما بعد الفصح وحيث يحتفل بالقيامة. التاريخ إذن محدد علي عكس إنجيل لوقا. ويضاف إلي ذلك أن ليس هناك أي نص آخر يبرر هذا التحديد التاريخي. إن النصراني وقد عرف هذا الموقف يشعر بالحيرة. فالتناقض واضح. ومع ذلك فالترجمة المسكونية للعهد الجديد تعترف بهذا الواقع. ولكنها لا تفيض في الحديث عن التناقض. بل هي تكتفي بالإشارة إلي احتمال أهمية هذه الأربعين يوما بالنسبة لرسالة المسيح. وإن المعلقين الذين يريدون شرح كل شيء. والتوفيق بين ما لا يقبل التوفيق يعطوننا في هذا الشأن تفسيرات شاذة. وللحديث بقية.