نواصل حديثنا عن المتناقضات في الأناجيل. ونصل ل ¢قيامة المسيح وصعوده¢ حيث يعطي الأب روجيفي كتابه "مقدمة الإنجيل. ص: 182" أمثلة علي الاختلاط والفوضي والتناقض التي تسود روايات "ظهور المسيح بعد قيامته". فيقول: "لا تطابق تماما في الأناجيل الثلاثة المتوافقة في قائمة النساء الآتين إلي القبر. فليس هناك إلا امرأة واحدة في إنجيل يوحنا. وهي مريم المجدلية. ولكنها تتحدث بضمير الجماعة كما لو كانت لها رفيقات فهي تقول: "لا نعرف أين وضعوه". أما في إنجيل متي فملاك هو الذي يعلن للنساء أنهن سيرين المسيح بالجليل. ولكن المسيح بعد لحظة يقابلهن علي مقربة من القبر. ولا شك أن لوقا قد شعر بهذه الصعوبة وعدل في مصدره. يقول الملاك: "تذكرون كيف تحدث إليكن عندما كان بالجليل..". والواقع أن لوقا لا يشير إلا إلي ظهور المسيح ثلاث مرات بعد قيامه... أما يوحنا فيقول إنه ظهر مرتين علي ثمانية أيام بمجمع بيت المقدس. ثم في المرة الثالثة يظهر بالقرب من البحيرة.. إذن بالجليل. وأما متي فإنه يتحدث عن مرة واحدة لظهور المسيح بالجليل. ويستبعد "روجي" من هذه الدراسة خاتمة إنجيل مرقس التي تتحدث عن ظهور المسيح. لأنه يعتقد أنها "قد كتبت بقلم آخر". وكل هذه الأمور تتناقض مع الإشارات إلي ظهور المسيح المحتواة في رسالة بولس الأولي إلي أهل كورنثوس "15: 5-7". إذ يقول إنه قد ظهر لأكثر من خمسمائة شخص في وقت واحد. ولجاك ولكل الحواريين دون أن ينسي نفسه. وإنه لمما يثير الدهشة بعد ذلك أن يندد الأب روجيفي هذا الكتاب نفسه بالخوارق الطنانة والطفولية في بعض الأناجيل المزورة. فيما يتعلق بقيامة المسيح. ألا تصلح هذه الأوصاف بشكل كامل لمتي وبولس نفسه الذي يتناقض تماما مع المبشرين الآخرين فيما يختص بظهور المسيح بعد قيامته؟.