لو كان ما قالته الأستاذة الشوباشي حقا في أن تسخر من دعاء السفر الذي تعلمه المسلمون من كتاب الله ومن رسولهم الكريم لكان لزاما علينا ان ندعو لها ولامثالها بالهداية: وان يرفع الغمة من علي غشواتها.. فلأمر: أمر من الله تعالي ورسوله بذكر الدعاء في السفر. وثبت ذلك في كتاب الله تعالي لا لمن يركب الجمل فقط بل لمن يركب الفلك أيضا والسفن السياحية والخيل والجمل وكل وسائل المواصلات بشتي أنواعها فهي مُسخرة منه سبحانه ولايصح الاستهزاء والسخرية مما سخره الله من نعم لاحصر لها!! فالله عز وجل يذكرنا بما مهده له من أرض وما فيها من احتياجات وذكرنا بالسماء وما فيها من خيرات. وذلك في ثلاث آيات تسبق آية الدعاء في السفر حتي يقيم علينا الحجة بأن الدعاء هذا له أسبابه ومسبباته وأنه لايصح السخرية منه ولا ممن يردده ويجريه علي قلبه ولسانه قال تعالي في سورة الزخرف والتي اتمني ان تعطر الاستاذة الشوباشي عينها بسطورها: "ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم.. الذي جعل لكم الأرض مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلكم تهتدون والذي نزل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون".. ثم قال بعد ذلك مباشرة: "والذي خلق الازواج كلها وجعل لكم من الفلك والانعام ما تركبون. لتستوا علي ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم اذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا الي ربنا لمنقلبون" فهل هذا الدعاء الذي يذكر بنعم الله والذي سطر في كتاب الله هل يليق ان يكون محلا للسخرية ومذكرا للرجعية بركوب الجمال وغيرها؟؟ هل هذا يليق من صحيفة كريمة لها وزنها الصحفي والاجتماعي بين الناس. وما اجمل ان نتذكر الجمل الذي ركبه رسولنا وصحابة نبينا ودعوا الله وركبته ايضا خير نساء الدنيا من عائشة الي أم سلمة وشكروه علي تسخير هذا الجمل الضخم الذي يعد من آيات الله عز وجل.. بل هو بالفعل في خلقه آية معتبره ذكرها المولي لنا في موضع اخر للتدليل علي نعمة علينا وافضاله علي. البشر جميعا قال عز وجل "أفلا ينظرون إلي الإبل كيف خلقت" فالابل ليس موضع استهزاء واستعباء بل تذكرها هو موضع اعتبار واتعاظ ولايكون ذلك إلا للأذكياء العقلاء. ثم ما المانع ان يذكر دعاء السفر في الطائرة والصاروخ مثلا أيتها الصحفية الكريمة؟ اليس الفضاء الذي تتحرك فيه الطائرة وتعلو وترتفع اليس المسخر له هو الله؟ أفلا يليق ان يلهج لساني بشكره ودعائه؟ اليس هو سبحانه العزيز العليم الذي انزل لنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس اليست الطائرة من هذا الحديد الذي انزله الله فإذا صنع كوسيلة مواصلات الا يليق ان ادعو واشكر من سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين؟؟؟!!! من الذي سخر الهواء الذي تتحرك وسطه الطائرة؟ من ذلل لنا هذا الفضاء الذي تسبح فيه الطائرة؟ من حافظ علي البشر داخل الطائرة من المطبات الهوائية؟ من جعلكي تتمتعين بالاكل والشرب ومشاهدة البرامج الاعلامية داخل الطائرة؟ اذا لم ننسب هذه الفضائل والنعم لله فلمن ننسبها؟؟ واذا لم نردد الدعاء والثناء لمن سخر لنا هذا فلمن يكون الثناء والدعاء؟!! لذلك اذكر الصحفية المبجلة بهذا لعلها تعود ولاتفتح ابوابا لمن يريدون ان يسخروا من كلام الله وشعائره فما احوجنا الان واكثر من أي وقت مضي ان نرجع الي الله ونقدره حق قدره وتلهج السنتنا بالثناء والتضرع اليه ان يحفظ لنا بلدنا ويحي الدين في قلوبنا وتعود الاخلاق الي ديارنا فالله عز وجل يقرب رحمته الينا بقدر قربنا اليه... لذا نسأله الا يؤاخذنا بأعمالنا ولا بما فعل السفهاء منا انه قريب مجيب. وهداكي ربي ياشوباشي.