أبناؤنا هم فلذات أكبادنا يجب الاهتمام باحتوائهم واحتضانهم وتعليمهم تعاليم الإسلام الحقة. وحفظ القرآن الكريم. ومعرفة السُنَّة النبوية الشريفة. والأمانة. والصدق. والصيام. والعدل. والحب بين الإخوة والأهل والجيران.. إلخ ولا يمكن أن يتعلم الأبناء ذلك إلا إذا كان الأب والأم هما القدوة لهم بالتطبيق العملي في منهج معاملاتهما مع بعضهما البعض. ومع أبنائهما. ومع الأهل والجيران والخدم. أما عن العدل بين الأبناء فقد أكد الله سبحانه وتعالي عليه. فكما أمرنا بالعدل المطلق بين الناس فقال: "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلي أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعمَّا يعظكم به إن الله كان سميعاً بصيراً" النساء: 58 ويقول تعالي أيضاً: "إن الله يأمركم بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربي وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون" النحل: 90 ويقول تعالي: "أاعدلوا هو أقرب للتقوي" المائدة: 8 وقال تعالي لرسوله صلي الله عليه وسلم : "وأُمرت لأعدل بينكم" الشوري: .15 وقد أوصي الله تعالي بالميراث وصية واجبة. فكل إنسان له قدر معيَّن من الميراث. أما عن الأبناء فقال تعالي : "يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين" النساء: 11 فللذكور حق في الميراث. وللإناث حق في الميراث. كل له قدر مقنن حسب شريعة الله تعالي لعباده المسلمين المؤمنين لا ينبغي أن نحيد عنه قيد أنملة حتي لا نورث البغضاء في نفوس الأبناء والإخوة والأقارب. فلا ينبغي تفضيل بعض الأولاد في الهبة علي البعض الآخر حتي لا نورث البغضاء بينهم. كما أن هذا مخالف لشرع الله تعالي يقول تعالي : "للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله" النساء: 32. كذلك ينبغي معاملة الأبناء بالمساواة في الحب والتأديب والتدليل حتي لا يحدث التفريق في المعاملة الغيرة وتورث الكراهية والحقد بينهم. أما عن الهبة فقد كان موقف رسول الله صلي الله عليه وسلم من عطية النعمان بن بشير يوضح هذا الأمر. فقد ورد حديث عن النعمان بن بشير قال: أعطاني أبي عطية فقالت: "أمه" عمرة بنت رواحة: لا أرضي حتي تُشهد رسول الله صلي الله عليه وسلم فذهب إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال: إني أعطيت ابني من عمرة بنت رواحة عطية. فأمرتني أمه أن أشهدك يا رسول الله. قال: "أعطيت سائر ولدك مثل هذا؟" قال: لا. قال: "فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم". فرجع فردّ عطيَّته. "أخرجه البخاري في كتاب الهبة. ومسلم في كتاب الهبات". فالتقوي والعدل والمساواة في معاملة الأبناء تورث الود والحب والتآلف بينهم. فلنتق الله في أولادنا.