قال الله تعالي "نبيء عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم" وفي الحديث القدسي الذي رواه أبو هريرة يقول الله تعالي "وعزتي لا أجمع علي عبدي أمنين. ولا أجمع له خوفين إذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة واذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة" يا عباد الله: إن الله عز وجل واسع الرحمة . عظيم المغفرة . حليم ستار عفو لم يقنط عباده من رحمته وعفوه وقد فتح باب الرجاء علي مصراعيه لكل قلب منيب وفؤاد نادم. ولنتدبر: "قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تفنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم وأنيبوا إلي ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون" وقد جاء في حديث جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "إن من السعادة أن يطول عمر العبد ويرزقه الله الإنابة" أي الرجوع إلي الله بالتوبة مع الاخلاص. فتح باب القبول لكل تائب ولم يحجب بفضله مغفرته وعفوه عن النادم ينبغي للعاقل ان يستحضر عظمة الله دائما ويخشاه في السر والعلن فعلمه محيط وغضبه شديد يملأ قلوب الخائفين من غضبه أمنا. ويعوض النادمين الآسفين علي ما كان منهم بمحو السيئات وبغفران الذنوب وقبول التوبة وورفع الدرجات ولنتدبر ما يقوله الرب عز وجل في الحديث القدسي الذي رواه أبو ذر "يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار. وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم" وهذا من رحمة الله بالعباد فقد سبقت رحمته غضبه وفي الحديث القدسي يقول رب العزة "إن رحمتي غلبت غضبي". فالمؤمن حقا هو الذي يخاف ربه . ويرجو رحمته وعفوه فالخوف من الله هو اللجام القامع عن المعاصي وسببه معرفة شدة عذاب الله ويسمي خشية ورهبة وتقوي فالمؤمن يخاف من ذنوبه ويخشي الخاتمة وترهبه سوابقه والخوف يبعث العبد علي الانكسار والتواضع والعفاف. كما يبعثه علي اتقاء الشبهات والبكاء أو التباكي.. أما الرجاء فسببه معرفة سعة رحمة الله. ويسمي طمعا ورغبة وينبغي أن يكون الخوف والرجاء معتدلين فان الخوف إذا افرط قد يجر صاحبه إلي اليأس من رحمة الله وهو حرام وإذا أفرط المرء في الرجاء يجره ذلك إلي الأمن والغرور وهو حرام. وفي الحديث الذي رواه أبو هريرة "لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من رحمته". فالعارفون بالله تسكن نفوسهم وتطمئن قلوبهم عندما يذكر عفو الله ورحمته وحلمه ومغفرته قال تعالي "الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب" أحمد سعيد منصور بحيري عضو نقابة القراء القاهرة