* تسأل فريدة علي عبد الرحمن من القاهرة يقال إن النبي - صلي الله عليه وسلم نزل أرضا وصلي بها ليلة الإسراء قبل أن يصل إلي المسجد الأقصي. فما هذه الصلاة. مع أن الصلاة فرضت ليلة الإسراء بعد العروج إلي السماء؟ ** يجيب الشيخ فرحات المنجي رئيس البعوث الإسلامية بالأزهر الأسبق: من الآيات التي رآها النبي صلي الله عليه وسلم في ليلية الإسراء ما رواه البراز والطبراني والبيهقي وصححه في كتابة "دلائل النبوة" من حديث شداد بن أوس أن النبي صلي الله عليه وسلم لما أسري به مر بأرض ذات نخل . فأمره جبريل عليه السلام أن ينزل من فوق البراق ليصلي . فصلي ثم أخبره أن المكان الذي فيه هو يثرب أو طيبة . وإليها المهاجرة . ثم أمره أن يصلي عندما مر بمدين عند شجرة موسي . وهي التي استظل بها بعد أن سقي الغنم للمرأتين قبل أن يلتقي بأبيهما- كما قال بعض الشراح . ولما مر الركب بطور سيناء أمره أن يصلي أيضا . وذلك حيث كلم الله موسي. وعند المرور ببيت لحم صلي أيضا. وذلك حيث ولد عيسي بن مريم. هذا هو ما ورد بطريق صحيح كما ذكره البيقهي . ولم أر -حديثا صحيحا عن صلاته في غير هذه الأماكن . وما رآه الرسول بهذه المناسبة بعضه ورد بطريق صحيح وبعضه الآخر بطريق غير صحيح . ومن ذلك ما رواه الطبراني والبزار والبيهقي وابن جرير وأبو يعلي أن النبي صلي الله عليه وسلم أتي علي واد فوجد فيه ريحا طيبة باردة كريح المسك . وسمع صوتا وأخبره جبريل عليه السلام بأنه صوت الجنة تبشر أهلها. ثم أتي علي واد فسمع صوتا منكراً ووجد ريحاً منتنة. فأخبره جبريل عليه السلام بأنه صوت النار. ولكن لم يحكم علي هذه الرواية بالصحة أو الحسن أو الضعف. ومهما يكن من شيء فإن ذلك ممكن عقلاً فإننا لا نكلف بالإيمان به. حيث لم يرد نص صريح قاطع يثبته ورحلة الإسراء في حد ذاتها رحلة غريبة. ولها فضلها وشرفها . وليست في حاجة إلي إضافة شيء يزيدها شرفا بعدما ورد من آثار صحيحة. وأكرر التنبيه علي عدم نسبة شيء إلي النبي صلي الله عليه وسلم هو منه بريء فقد قال : "من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" رواه البخاري ومسلم.