* يسأل أحمد الشافعي من أجا دقهلية.. هل الحلف بالقرآن العظيم كالحلف بالله تعالي بحيث ينعقد به اليمين ويأثم به الحانث؟ ** يجيب الشيخ عبدالمجيد سليم مفتي الديار المصرية الاسبق: ذهب الأئمة الثلاثة مالك والشافعي وأحمد وعامة أهل العلم إلي أن الحلف بالقرآن أو بآية منه أو بكلام الله يمين. وذهب أبو حنيفة وأصحابه إلي ان الحلف بالقرآن ليس بيمين: قال ابن قدامة من الحنابلة في المغني ما نصه: "وجملته أن الحلف بالقرآن أو بآية منه أو بكلام الله يمين منعقدة تجب الكفارة به بالحنث فيها. وبهذا قال ابن مسعود والحسن وقتادة ومالك والشافعي وأبوعبيدة وعامة أهل العلم.. وقال أبوحنيفة وأصحابه. ليس بيمين ولا تجب به كفارة فمنهم من زعم أنه مخلوق ومنهم من قال لا يعهد اليمين به ولنا أن القرآن كلام الله وصفة من صفات ذاته فتنعقد اليمين به كما لو قال وجلال الله وعظمته. وقولهم هو مخلوق قلنا هذا كلام المعتزلة وإنما الخلاف مع الفقهاء. وقد روي عن ابن عمر أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "القرآن كلام الله غير مخلوق" وقال ابن عباس في قوله تعالي "قرآنا عربياً غير ذي عوج" "الزمر الآية: 28" أي غير مخلوق إلخ ما قال.. وقد علل شمس الأئمة السرخسي كون الحلف بالقرآن ليس يميناً بأن الناس لم يتعارفوا الحلف بالقرآن فقد جاء في المبسوط من الجزء السابع صفحة 24 ماخلاصته "أنه إذا قال والقرآن لا أقربك لا يكون مولياً لأن الناس لم يتعارفوا الحلف بالقرآن والمعتبر في الايمان العرف فكل لفظ لم يكن الحلف به متعارفاً لا يكون يميناً. وقد طعن عليه بعض الناس وقالوا القرآن كلام الله تعالي والكلام صفة المتكلم فلماذا لم يجعل الحلف بهذه الصفة يميناً ولكنا نقول. كلام الله تعالي صفة ولكن الحلف به غير متعارف. فكان هذا بمنزلة قوله. وعلم الله. وكذلك اختار صاحب الهداية في تعليل كون الحلف بالقرآن غير يمين علي مذهب متقدمي الحنفية أنه غير متعارف ومن أجل ذلك ذهب صاحب فتح القدير إلي أنه يمين لان العرف الآن الحلف بالقرآن وبهذا يتبين أن الحلف بالقرآن الآن يمين عند الحنفية أيضاً للعرف كما قال صاحب الفتح فلا فرق الآن بين الحلف بالقرآن والحلف باسم من أسمائه تعالي وبهذا علم الجواب عن السؤال والله أعلم.