أكد علماء الاجتماع والنفس والتربية رفضهم الشديد لنظريه الشارع عاوز كده تلك النظرية التي يرددها المنتجون والقائمون علي صناعه السينما في بلادنا مبررين بها إنتاج أفلامهم المبتذلة والمتدنية مشيرين إلي أن هذه النوعية من الأفلام تهدم أركان المجتمع وتغيب عقول أبناءه وتشوه فطره أطفاله لافتين إلي أن هؤلاء الذين يطلقون علي أنفسهم مبدعين لا علاقة لهم بالإبداع من قريب أو بعيد لأنهم لا يسعون إلا للحصول علي المال علي حساب قيم ومبادئ المجتمع مطالبين بتوقيع اشد العقوبة علي كل من يقدم أعمالا منحرفة...وقبل عرض أراء الخبراء بالتفصيل لابد أن نقدم رأي الناس في الشارع في هذا الموضوع. حيث قال مصطفي رزق الجالي رئيس الشئون القانونية بوزارة التضامن الاجتماعي :هذه نظريه خاطئة مائه بالمائة لان الشارع المصري رغم كل ما يعانيه من سلبيات وما طرأ عليه من سلوكيات جديدة أبعدته كثيرا عن قيمه الاصيله وثقافته المحافظة رغم كل هذا إلا أنه يرفض اي عمل فني مبتذل يدعو للجنس والرزيلة فمقوله الشارع عاوز كده لا نسمعها إلا من أصحاب الأموال والمنتجين الذين يتمسحون في هذه المقولة لتبرير وتمرير أعمالهم الهابطة. الفطرة السوية ووافقه الرأي محمد حداد محقق قانوني بإحدي الإدارات التعليمية قائلا :بالطبع هذا كلام واهم لا أساس له من الصحة وحجة كاذبة لممولي ومنتجي هذه النوعية من الأفلام الذين يتجهون للأعمال المثيرة التي تجلب لهم المال وتحقق لهم الثراء السريع علي حساب قيمنا وعاداتنا مستنكرا استمرار هذه الأفلام مدة لا تقل عن عشر سنوات رغم رفض السواد الأعظم من الناس لها وعزوفهم عنها وان كانت هناك فئة قليلة من المجتمع تشاهدها فهي لا تعبر عن الكل ولا تعكس رغبات الناس واحتياجاتهم كما أن هذه الفئة تراها خلسة بعيدا عن أعين ذويهم ولا تستمر في مشاهدتها كثيرا لأنها سرعان ما تعود لرشدها وتلفظها بفطرتها السوية. وأضاف أحمد إدريس محامي :صناعة السينما صناعة خطيرة ومسؤولية عظيمه لا يقدر قيمتها القائمون عليها وكلامهم أنهم يعكسون الواقع بهذه الإعمال المبتذلة فهذا غير صحيح لان الواقع ليس بهذا السوء فهم يشوهون المجتمع ويسيؤن لكل أفراده كما أن تكرارهم ليل نهار عدم وجود فكرة معتدلة أو سيناريو هادف فهذا غير صحيح لأنهم لا يبحثون إلا في دائرة مغلقة فدور الكتب ودور النشر الكبري مليئة بالأعمال الروائية الهادفة لكنهم لا يبحثون. وتناول خيط الحديث محمد عباس موظف قائلا :للأسف الشديد لقد تحولت صناعة السينما في بلادنا إلي باب ضخم للبز نس مباح فيه عمل اي شيء فالمصيبة ليست في المشاهد الخارجة فقط ولا العلاقات المنحرفة بين الرجل والمرأة إنما الكارثة في الألفاظ المستخدمة والإيحاءات المبتذلة نحن لا نأمن علي أطفالنا أن يشاهدوا اي فيلم من هذه الأفلام. وأضاف: لابد أن يحارب المجتمع بكل طوائفه هذه الأفلام ويقاطعها تماما ليقضي عليها فنحن بأيدينا استمرارها أو اقتلاعها من جذورها وطردها خارج مصر. وأوضح محمد مصطفي حرفي أن الفطرة السليمة والسوية ترفض هذه الأعمال المبتذلة التي تتعارض مع ما جلبت عليه شكلا وموضوعا فالإبداع لايعني الانحراف في العلاقات ولا في السلوكيات ليتنا نري فيلما يتحدث عن قيمة الإنتاج سواء الزراعي أو الصناعي أو التجاري فهذا هو الإبداع الحقيقي وهذا ما يريده الناس ويحتاجه الشارع أما أحمد سيد مهندس فطالب بمحاكمة كل من يقدم أعمالا مسفة ومبتذله لان ضررها اكبر من نفعها فهي كالسوس الذي ينخر فئ عظام المجتمع. الإبداع والإسفااف وأشارت الدكتورة أمينة كاظم أستاذ الصحة النفسية بجامعة قناة السويس إلي وجود فرق كبير بين الإبداع والإسفاف فالابتداع إنتاج عمل مفيد يخرج عن المألوف لكن في ذات الوقت لابد أن يكون لهذا العمل فائدة حقيقية للمجتمع وان لم تتحقق للمجتمع فائدة من وراءه فلا حاجة له آما هذه النوعية من الأفلام فلا فائدة منها بل إن ضررها اشد وأكبر أما القول بأنهم يقدمون صورة من المجتمع فهذا كلام مردود عليه لان المجتمع ليس بهذا السوء وكذلك تبريرهم لهذه الأعمال بان الشارع عاوز كده فان اتفقت معهم بان هناك شريحة من المجتمع تحب وترغب في مشاهدة هذه النوعية من الأفلام فهذه الشريحة ليست هي المجتمع كله لان هناك شرائح أخري كثيرة ترفض أفلامهم بكل قوة فلابد أن تعبر السينما عن كافة الشرائح. وأضافت دكتورة أمينة قائلة :إن ما يحزنني هو اختفاء كلمة العيب من قاموسنا وتبرير اي أعمال فنية هابطة تحت لواء حرية الفن والإبداع وان كان هؤلاء المنتجون يقلدون بعض الأعمال الفنية الأوروبية فهم للآسف لا يقلدوا إلا المتدني منها لان بالخارج أعمال غاية في الروعة والجمال لا نسمع من هؤلاء عنها شيئا. واستطردت :من حق هؤلاء أن يبحثوا عن الربح لكن ليس دائما الريح في الأعمال المبتذلة فمن الممكن إنتاج أعمال راقية وهادفة وسوف يحققون الربح الذي يريدونه فكلنا شاهدنا أفلام نجيب الريحاني واستمتعنا بها وما زلنا نشاهدها حتي اليوم ونستفيد منها ولا شك أنها حققت ربحا لمنتجها وفي ذات الوقت أفادت المجتمع. وطالبت بعودة دور الدولة ومؤسسه السينما في إنتاج أفلام هادفة ونافعة وعدم ترك الأمور للشركات الخاصة والمنتجين معدومي الضمير. تشويه المجتمع وأوضحت الدكتورة سامية الجندي العميدة الأسبق لكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر ضرورة أن يعود الإبداع بالنفع علي المجتمع مشيرة إلي دور الفنون في الارتقاء بثقافة الناس وغرس قيم ايجابية جديدة وانتزاع كل ما هو سلبي وأضافت :لا جدال في وجود سلبيات كثيرة في مجتمعنا لكن هذا لايعني تسليط الضوء عليها ليل نهار في الأعمال الفنية فهذا يحرج الجميع ويشوه المجتمع فمثلا العشوائيات وما يوجد بها لا تحتاج لفيلم سينمائي إنما تحتاج لتحرك من الدولة لحل مشكلات ما بها فعندما كنت في أمريكا شاهدت فيلم عن مصر هذا الفيلم سبب لي انزعاج منقطع النظير لان صور مصر في عده لقطات أول لقطة صحراء واسعة يسير فيها جمل ورجل وقالوا هذه مصر اللقطة الثانية عرضت صورة لرجل بسيط يقود "دراجة "ويحمل فوق رأسه "طاولة عيش والعيش يقع منه علي الأرض فيقف ويلم العيش مرة ثانية "أما اللقطة الثالثة فجابت صورة رجل جالس علي الأرض رابط رجله وبيمد ايده للناس علشان يشحت فان كانت هذه الصور موجودة في مجتمعنا فعرضها لايفيد فنحن نريد أعمال فنية راقية تعبر بحق عن طبيعة الإنسان المصري وفطرته السوية وتقوم السلبيات.