* يسأل عصام أمين محمد من بورسعيد: نسمع كثيراً من رجال الصوفية كلمة "مدد يا رسول الله" وفي المقابل يفسق رجال السلف من يقول هذه الجملة فما الحكم؟ ** يقول د.علي جمعة مفتي الجمهورية السابق: كل كلمة لها معني قبيح ومعني صحيح. والمعني الصحيح لكلمة "مدد" هو اتباع سُنَّة النبي صلي الله عليه وسلم وفي سنن البيهقي "أن النبي صلي الله عليه وسلم تُعرض عليه أعمالنا فإن وجد خيراً حمد الله وإن وجد غير ذلك استغفر لنا".. فهنا "مدد يا رسول الله" بمعني استغفر لنا يا رسول الله وادعو لنا بالخير. وهذا معني صحيح. و"مدد يا رسول الله" من معانيها الصحيحة أيضاً جعلناك يا رسول الله ممداً لنا بأفعالنا في الدنيا فأنت الأسوة الحسنة لنا. ومن معانيها القبيحة: يا رسول الله افعل لنا النفع وامنع عنا الضر بذاتك وهذا معني قبيح» لأن النفع والضر في عقيدة المسلمين لا يكون إلا بالله. فإذا ذكر هذا وقال: "مدد يا رسول الله" ويقصد الخير من ذات رسول الله فهو مخطيء. مثل المرأة التي ضربت بين يدي النبي صلي الله عليه وسلم وقالت وإن لنا نبياً يعلم ما في غد. فقال النبي صلي الله عليه وسلم : لا يا امرأة خوضي فيما كنت تقولين فإن الله علام الغيوب. والرجل الذي قال للنبي اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط. لم يكفره النبي صلي الله عليه وسلم . والمقصود بالاستغاثة أن الغوث إما أن يكون حساً في الدنيا كما أقول لك انجدني فتنجدني. وقد قال النبي صلي الله عليه وسلم من ضل له بعير في فلاة فليقل يا عباد الله احبسوه ثلاثاً. فإن لله ملائكة تحبسه عليه.. وهو حديث صحيح. فالاستغاثة إذا كانت علي هذا القدر كطلبك من الصالحين الدعاء أو من الملائكة الحبس فلا بأس. أما إذا كانت الاستغاثة كمن يستغيث بالحسين مثلاً فيقول أغثني أو ارزقني أو اشفني فهذا لا يجوز. إذن الصحيح من الاستغاثة هو أن تطلب من الله وأن تعتقد أن الله هو الخالق الواحد لا رب سواه هو المحي المميت هو الرازق لا رازق سواه. فإذا طلبت من الناس فعن الله لأنهم أدوات من خلق الله أما بالذات فلا.