* يسأل م. ع. ب - من دمياط: هل يجوز لصاحب الحق ان يسرق حقه من صاحب العمل؟ ** يجيب د.علي جمعة مفتي الجمهورية: لابد ان يكون الحق ثابتاً لا مختلفا فيه. فمثلاً إذا سرقت مني كتاباً ولم ترده لي فإن استطعت أن آخذه منك مرة أخري فهذه ليست سرقة. ولكن هناك صورة أخري: إذا كنت أعمل مثلاً لدي أحد الناس واتفقت معه علي أجر معين ثم في نهاية العمل لم يرد ان يعطيني الأجر المتفق عليه أو سوفني فيه أو أنكر حقي تماماً. فإذا وجدت ماله أمامي وفيه حقي فلا يحق لي أن آخذ منه لأن الموضوع موضوع نزاع. ولكن هناك أيضاً صورة أخري إذا استدان منك مثلاً أحد الأشحاص مبلغاً معيناً وماطلك في السداد رغم ان لديه المال فإذا وجدت ماله أمامك فالشافعية يجيزون لك ان تأخذ منه حقك لأن هذا حق ثابت ليس عليه نزاع. "مدد يا رسول الله" .. معناها قبيح وصحيح * يسأل أحمد محمد كمال من الدقهلية: ما معني يارسول الله؟ ** يجيب د.علي جمعة مفتي مصر: كل كلمة لها معني قبيح ومعني صحيح. والمعني الصحيح لكلمة "مدد" هو اتباع سنة النبي - صلي الله عليه وسلم - وفي سنن البيهقي: "ان النبي - صلي الله عليه وسلم - تعرض عليه أعمالنا فإن وجد خيراً حمد الله وإن وجد غير ذلك استغفر لنا". فهنا "مدد يارسول الله". * بمعني استغفر لنا يا رسول الله وادعو لنا بالخير. وهذا معني صحيح. و"مدد يا رسول الله" من معانيها الصحيحة أيضا جعلناك يا رسول الله مدداً لنا بأفعالنا في الدنيا فأنت الأسوة الحسنة لنا. ومن معانيها القبيحة: يا رسول الله افعل لنا النفع وامنع عنا الضر بذاتك وهذا معني قبيح. لأن النفع والضر في عقيدة المسلمين لا يكون إلا من الله. فإذا ذكر هذا وقال: "مدد يا رسول الله" ويقصد الخير من ذات رسول الله فهو مخطيء. مثل المرأة التي ضربت بين يدي النبي - صلي الله عليه وسلم - وقالت وإن لنا نبيا يعلم ما في غد. فقال النبي - صلي الله عليه وسلم -: لا يا امرأة خوضي فيما كنت تقولين فإن الله علام الغيوب. والرجل الذي قال للنبي اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط. لم يكفره النبي - صلي الله عليه وسلم - والمقصود بالاستغاثة ان الغوث إما أن يكون حسا في الدنيا كما أقول لك انجدني فتنجدني. وقد قال النبي - صلي الله عليه وسلم -: من ضل له بعير في فلاة فليقل يا عباد الله احبسوه ثلاثاً. فإن لله ملائكة تحبسه عليه. وهو حديث صحيح. فالاستغاثة إذا كانت علي هذا القدر كطلبك من الصالحين الدعاء أو من الملائكة الحبس فلا بأس. أما إذا كانت الاستغاثة كمن يستغيث بالحسين مثلاً فيقول: أغثني أو ارزقني أو اشفني فهذا لا يجوز. إذن الصحيح من الاستغاثة هو ان تطلب من الله وان تعتقد ان الله هو الخالق الواحد لا رب سواه هو المحيي المميت هو الرزاق لا رزاق سواه. فإذا طلبت من الناس فعن الله لأنهم أدوات من خلق الله أما بالذات فلا.