أواصل معكم الحديث عن معن الايمان والسنة توضح وتفصل وتبين ما أجمله القرآن» فتدبر معي هذا الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما لما قدم وفد عبد ألقيس علي النبي -صلي الله عليه وسلم- أمرهم النبي بالإيمان ثم قال النبي عليه الصلاة والسلام لوفد عبد ألقيس: ¢أتدرون ما الإيمان؟¢ فقالوا: الله ورسوله أعلم. فقال النبي عليه الصلاة والسلام: ¢الإيمان شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإيقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وأن تؤدوا خمسا من المغنم¢ فذكر النبي أركان الإسلام ضمن مفهوم الإيمان. فالإيمان إذا ذكر وحده من غير أن يقترن بلفظ الإسلام. فإن الإيمان في هذه الحالة يراد به الدين كله. وفي الحديث الذي رواه الشيخان من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلي الله عليه وسلم- قال: ¢الإيمان بضع وسبعون "أو بضع وستون" شعبة. أفضلها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذي عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان¢. هذه كلها أعمال دخلت في مفهوم الإيمان. تدبر هذا أعمال أدخلها النبي في مفهوم الإيمان بضع وسبعون شعبة وأدخل فيها إماطة الأذي بل والحياء. وبعد هذه التوضيحات يتضح لنا ما ذكرت من أن أهل السنة حينما يعرفون الإيمان يقولون قول وتصديق وعمل أعتقد أن المسألة واضحة لأن هذه القضية عملت مشاكل رهيبة جدا ومعارك علي صفحات الكتب حتي أن بعض أهل العلم وقف عند بعض الأحاديث وقال بأنها ناسخ ومنسوخ ومشاكل طويلة لكن أنظر إلي هذا الفهم العجيب لعلماء أهل السنة نسأل الله أن يسترنا وإياكم معهم» علماء السنة والجماعة لما عرفوا الإيمان بأنه قول وتصديق وعمل. أدخلوا الأعمال كلها في مسمي الإيمان بل وحكي الإمام الشافعي إجماعا علي ذلك وأنكر السلف إنكارا شديدا علي من أخرج الأعمال من الإيمان. كتب عمر ابن عبدالعزيز -رضي الله عنه- إلي الأنصار وقال: ¢أما بعد. فإن الإيمان فرائض وشرائع "أدخل الشريعة في مسمي الإيمان" فمن استكملها استكمل الإيمان ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان¢ والحديث رواه البخاري تعليقا الأثر. إذن الإيمان فرائض وشرائع وهذا المعني العجيب العظيم هو الذي أراد الإمام البخاري رحمه الله تعالي- إثباته في الصحيح في كتاب الإيمان وعليه بوب كل هذه الأبواب فقال: باب أمور الإيمان. باب الصلاة من الإيمان. باب الجهاد من الإيمان. باب حب الرسول من الإيمان. باب الحياء من الإيمان. باب إتباع الجنائز من الإيمان وذكر أبوابا عجيبة كثيرة في كتاب الإيمان أدخل فيها كل هذه الأعمال ضمن مسمي ومفهوم الإيمان. وهذا هو الذي خالف به أهل السنة والجماعة الفرق الأخري كالكرامية والمعتزلة والمرجئة والخوارج وإلي آخر هذه الفرق. فلقد منَّ الله علي أهل السنة بالفهم الصحيح فهم النبي -صلي الله عليه وسلم- وأصحابه من بعده أصوب فهم إن أردت النجاة. انج من هذا الطريق. قرآن وسنة وفهم أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وابن مسعود وأبي ذر ومعاذ والتابعين لهم من الأئمة المهديين هذا هو الطريق إن أردت طريق النجاة. أسلك هذا الطريق. السلفية ليسوا جماعة ولا حزب. وليست السلفية حكرا علينا ولا علي غيرنا دون أحد. أبدا بل أنت مأمور أن تفهم القرآن والسنة بفهم أصحاب النبي والتابعين لهم بإحسان. أنت كمسلم يجب أن تقدم أولا فهم النبي بعد ذلك فهم أبي بكر. من أنت لتقول فهمي. أنا رجل وذاك رجل من نحن إلي جوار هؤلاء الأطهار لما يكون هناك آية ويكون هناك فهم للآية لصحابي. قدم فهم الصحابي. من كان مستنا فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة أولئك أصحاب محمد -صلي الله عليه وسلم- كانوا أفضل هذه الأمة. أبرها قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا اختارهم الله لصحبة نبيه ولإقامة دينه فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم علي آثارهم وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم وسيرهم. فإنهم كانوا علي الهدي المستقيم. وقال ابن مسعود نفسه -رضي الله عنه- ¢إن الله تعالي قد نظر في قلوب الخلق فرأي قلب محمد خير قلوب أهل الأرض. فاختاره واصطفاه لرسالته ونظر الله في قلوب العباد بعد قلب نبيه فرأي قلوب أصحابه خير قلوب أهل الأرض. فجعلهم الله وزراء نبيه¢. الزم هذا الطريق تنجو "وَمَنْ يُشَاقِقِ الْرَّسُوْلَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَيَ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيِلِ الْمُؤْمِنِيْنَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّيْ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ" "النساء: 115". لا بد من إتباع سبيل المؤمنين من أصحاب سيد النبيين -صلي الله عليه وسلم- والأئمة المهديين من التابعين والتابعين لهم بإحسان إلي يوم الدين. عندما تسمع كلمة فهم السلف لا تخف لا تغض البصر. ليس هناك إمام من أئمة الدعوات المعاصرة إلا وقال بفهم السلف حتي الشيخ حسن ألبنا -رحمه الله- عندما تقرأ الأصول عشرين. يقول: بفهم السلف الصالح. القرآن والسنة بفهم السلف ليس هناك إمام من أئمة الدعوة أبدا قديما أو معاصرا إلا وقيد فهم القرآن والسنة بفهم السلف فلما تريد أن تتكلم اليوم. وتقول بفهم السلف. توقف! أنت كذلك مأمور أن تفهم القرآن والسنة بفهم السلف رضوان الله عليهم.