من أكبر السلبيات الفكرية أن يرفض الإنسان قبول كل ما لدي الآخر. فلا يصغي لكلامه ولا يستفيد من خبرته وتجاربه بحجة العداوة. ومن هنا أساءت فئة اللرفض والعنف إلي الخطاب الديني مع أن الإسلام أمرنا بأن نطلب الحكمة ونلتمسها حتي لو كانت من ديار غير المسلمين. فالحكمة ضالة المؤمن أي وجدها كان أحق الناس بها. إن قضية الرفض والعنف حالت دون وصول الخطاب الديني إلي الآخر وعزلت المجتمع المسلم عن العالم. ويتمثل هذا الاتجاه في أدعياء الخطاب الديني. والذين أظهروا الإسلام متشاجراً مع الجميع محارباً للمسالمين مروعاً للآمنين. طالباً للدم ساعياً للهدم باحثا عن الزلات لنشرها. طالبا للثغرات لتهتكها. لا يعرف المؤلفة قلوبهم ولا أهل الذمة ولا الكفار غير المحاربين وغير ذلك مما حفل به تراث الإسلام في تصنيف غير المسلمين. بل ولا يعرف المسلم الملتزم المخالف له في الرأي. إنه الاتجاه الذي لا يعرف تعدد الآراء. ولا اختلاف الفقهاء. ولا يؤمن بالحوار ولا يسلم بالتعددية. انه الاتجاه الذي لا يشجع قليل الخير بعينه الثاره واثماره. بل يهاجم كثير الخير لدرجة إزهاقه واهداره والأصل في العادات عنده الحرمة. التي يرد الدليل بالتحليل. يعبد الله علي حرف. ولا يغض عن المخالف الطرف. فأتي له أن يمثل الخطاب الإسلامي الحق. إن أمثال هؤلاء المتنطعين الذين خلطوا الحق بالباطل عليهم ألا يتحدثون باسم الإسلام فالإسلام منهم براء.. وألا ينصبوا من أنفسهم دعاة باسم الدين.. فالدين بريء منهم ومن أمثالهم.. فهؤلاء اساءوا إلي الخطاب الديني وقيدوه بالحبال وحجبوه عن الانتشار والانطلاق. لذلك أري أنه من أوجب الواجبات في وقت عظمت فيه الفتن وكثرت فيه التحديات ألا ننشر قضايا خلافية وألا تخالف جمهوره الفقهاء وهذا ما تبناه فكريا الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف في توجيهاته للأئمة والدعاة. 1⁄4 1⁄4 1⁄4 1⁄4 وختاما: قال تعالي: ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا علي الله الكذب إن الذين يفترون علي الله الكذب لا يفلحون. النحل- أية 116