المسئول الأول عما نراه من بذاءات بعض طلاب الجامعات نحو أساتذتهم التي وصلت إلي حد أن بعض هؤلاء الطلاب يقتحمون منزل أحد أساتذتهم ويشعلون النار فيه.. ومن قبلهم اقتحم آخرون مكتب عميد كلية الحقوق بجامعة القاهرة وحطموه ودمروه حاولت تحديد المسئول الأول عن هذه التجاوزات من بعض الطلاب. وقليل من المعلمين والباحثين من أساتذة الجامعات وحددته بأنه المنهج الدراسي بمعناه الواسع وبخاصة المناهج الحخفية ذات الآثار القوية في تكوين الاتجاهات والقيم السلبية وهي للأسف مناهج غير مكتوبة ولا موثقة ويكون غالبا مصدرها المعلم بكل المستويات التعليمية. ولا يحسن التعامل معها بإزاحتها عن المنهج الدراسي وتقويم المعلم ومحتوي المكتبة إلا أصحاب التخصصات الدقيقة بالمناهج من ذوي الخبرات التربوية غير ذات النتوء. والتاريخ التربوي القويم. وهنا أحاول بلورة المناهج المرجوة بكل مراحل التعليم. وكيف يبني المنهج؟ وكيف يقوم؟ وما هي الأسس والمعايير التي يقوم عليها؟ حتي تكون ثماره الإنسان الصالح الذي يحرص علي عمارة الأرض وتنقية الحياة وإسعاد الإنسان في كل مكان حيث يقول رسول الإنسانية محمد صلي الله عليه وسلم "خير الناس أنفعهم للناس" هذه المناهج الدراسية المرجوة تحتاج إلي مساحة كبيرة ولكن يمكن بلورتها موجزة فيما يأتي. أولا: يعد هذه المناهج أصحاب التخصصات الدقيقة والخبرات التربوية الفعلية. والتاريخ التربوي القويم والمستقيم. والذين يؤمنون بأن العلم والتعليم والتربية رسالة سامية. ثانيا: يشترك في هذه المناهج جميع طوائف المجتمع وبخاصة الذين تعد لهم هذه المناهج من التلاميذ والطلاب ويكون ذلك بالاختيار وفق معايير دقيقة لكل مادة دراسية بجميع مراحل التعليم وفق بناء منظم ومتكامل. ثالثا: هذه المناهج تراعي متطلبات مراحل النمو لدي التلاميذ والطلاب وفق معايير العلم ونتائج مراكز البحوث والجمعيات العلمية العالمية كما تراعي أهمية قراءة المناهج العالمية وبخاصة بالدول المتقدمة وتحاول الإفادة منها بشروط وتحفظات أهمها ألا ينسي هؤلاء البناءون لهذه المناهج أنهم يعدونها للنشء في مصر وليس لجزر القمر أو جمهوريات الموجز أو نيكارجوا. رابعا: لابد من تجربة محدودة لهذه المناهج قبل تعميقها. ويكون هذا التجريب وفق معايير علمية. خامسا: تزود هذه المناهج النشء بالمعلومات والمعارف والثقافات المفيدة. وتكسبهم المهارات المناسبة للمكان والزمان والاتجاهات والقيم الإيجابية. سادسا: تراعي هذه المناهج الاتجاهات الحديثة بالمناهج الدراسية بالدول المتقدمة كما نراها في مناهج اليابان وماليزيا وفي ألمانيا وفرنسا.. إلخ. سابعا: لابد من التطوير الشامل والمستمر لهذه المناهج بكل مراحل التعليم. ثامنا: يكون التقويم في ظل هذه المناهج تقويما شاملا ومستمرا وقائما علي أسس علمية ومعايير تربوية حتي يكون التقويم مدخلا فعالا لتطوير التعليم كما يحدد ضوابط دقيقة لأعمال السنة فتدخل في التقويم. تاسعا: إعادة النظر في اختيار المعلم وإعداده حتي يكون حسن الاستعداد جيد الإعداد أما المعلمون الحاليون فليس هناك بد من تدريبهم تدريبا يراعي ظروفهم من حيث المكان والزمان ويكون هذا التدريب وفق معايير ويقوم به أهل الكفاءات المتميزة. والخبرات الجيدة والتخصصات الدقيقة. عاشرا: يكون الكتاب المدرسي وفق معايير علمية تجعلني أزعم بالاستغناء عن أكثر من "50%" من هذه الكتب المدرسية في تخصصي الدقيق أعني كتب اللغة العربية والعلوم الشرعية وهنا يسهم هذا الكتاب في إزاحة الكتاب الخارجي والاستغناء عنه كما يحد من وباء الدروس الخصوصية بدرجة عالية. حادي عشر: ليس هناك بد من الترابط الفعال البناء بين وزارات الإعلام والتعليم والأوقاف حتي تكون المجالات الآتية وفق قواعد علمية تعلمها النشء بالمدارس والمعاهد والكليات. أ- كيف اقرأ؟ وكيف اكتب؟ قراءة واعية ناقدة وكتابة علمية. ب- كيف يتكلم الإنسان؟ ومتي يصمت؟ قال الشاعر العربي: لسان الفتي نصف ونصف فؤاده دب زيادته أو نقصه في التكلم ج- كيف يتفاهم مع الآخرين بالحوار العلمي؟ وليس الشجار الهمجي. د- كيف تسهم المناهج المرجوة في إعداد الإنسان الذي يعرف حدوده وحقوقه وواجباته نحو نفسه وأهله. وجيرانه. ووطنه وأبناء أمته العربية والإسلامية وكل أبناء الإنسانية "فخير الناس أنفعهم للناس" كما قال رسول الإنسانية محمد صلي الله عليه وسلم- المناهج المرجوة لمصر بعد ثورتي 25 يناير 2011م و30 يونيو 2013م مناهج تعد النشء لعمادة الوطن وترقية الحياة علي أرضه حتي تكون مصر صاحبة التاريخ العريق والحضارة الفريدة وطنا هو مصر أم الدنيا وقدر الدنيا.