آمال و آلام

جمال سالم

رغم أن مصر ذكرت في القرآن الكريم مرات عديدة سواء تصريحا أو تلميحا إلا انه لايوجد مكان في مصر حظي بتكريم الهي مثل سيناء التي تعد بلا فخر "أرض الأديان" فقد حظيت في القرآن الكريم باحتفاء خاص . لأنها معبر أنبياء الله عز وجل إبراهيم وإسماعيل ويعقوب ويوسف وموسي وعيسي عليهم السلام . وهي أكثر الأماكن في أرض الكنانة التي بها آثار دينية للأديان السماوية الثلاثة.
بعد أيام وبالتحديد في الحادي عشر من فبراير يوم تنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك عن السلطة يحق لنا أن نسأل : ماذا جنت مصر خلال السنوات الثلاثة الماضية ؟ وماذا جري لسيناء خلال تلك الفترة التي جعلت عدداً غير قليل من المصريين يكادون يكفرون بالثورة أو الفورة بسبب ما لحقهم بسببها من أضرار في النواحي الاقتصادية والاجتماعية وهم لا ناقة لهم ولاجمل . ولايهمهم من يجلس علي الكرسي المهم أن تسير حياتهم بشكل طبيعي وآمن.
تمثل شبة جزيرة سيناء البوابة الشمالية الشرقية لمصر ولهذا فهي صمام الأمن القومي المصري ومنها دخل الغزاة والفاتحون عبر التاريخ فماذا فعلنا لتعمير هذه المساحة التي تمثل 6% من مساحة مصر الإجمالية . ويسكنها 554.000 نسمة.
إن التفريط في سيناء وإلقاء التهم جزافا وظلما علي "السيناوية" منذ أيام مبارك وحتي وقت قريب خلق شرخا نفسيا لابد من سرعة معالجته قبل أن تتحول سيناء إلي مقر للإرهاببين والعملاء الذين لايريدون لمصر الإسلام خيرا وما أطماع الصهاينة عنها ببعيد حيث يحلمون باستعادتها مرة أخري تحت مزاعم توراتية وأحلام توسعية وضمها إلي أرض الميعاد أو إسرائيل الكبري.
جمعني حوار منذ ساعات مع اللواء أيمن جبريل رئيس مركز ومدينة "الحسنة" بوسط سيناء وهو من مواليد العريش فروي لي الخير الذي يمكن أن يعود علي الاقتصاد المصري إذا تمت تنمية سيناء واستغلال خيراتها التي يمكن أن تجعلها بحق "سلة الغذاء لمصر" فما بال الدولة تتقاعس ولاتضخ دماء التنمية الحقيقية والسريعة ويسارع إليها رجال الأعمال الذين سيجدون ضالتهم بعد أن يتم فرض الأمن الذي تعد التنمية الشاملة أحد الأدوات الناجحة في فرض الأمن وليس التعامل العسكري فقط الذي يجب أن تكون مهمته التطهير فقط ثم يترك المجال للعمل التنموي وتملك سيناء وحدها نحو 30% من سواحل مصر . كما أن التقسيم الإداري لشبة جزيرة سيناء إلي محافظتين هما : شمال سيناء وعاصمتها العريش وجنوب سيناء وعاصمتها الطور . والمطالبة المستمرة بأن تكون هناك محافظة وسط سيناء مع فهم طبيعة البدو 98% من أهل سيناء وتعود جذور أهالي سيناء إلي فلسطين والجزيرة العربية الحجاز ونجد اليمن وقسم آخر تعود جذورهم إلي مصريين بدو كانوا يسكنون في سيناء منذ القدم وملامحهم الشكلية مصرية فرعونية.
كلمات باقية :
قال صلي الله عليه وسلم :" إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرا . فإن لهم ذمة ورحما . فإذا رأيتم رجلين يقتتلان في موضع لبنة فاخرج منها".