الزواج فيه استقرار للأسرة والمجتمع بأسره. فالأسرة قدسيتها وأهميتها لأنها الخلية الأولي للمجتمع بأسره. فإذا صلحت صلح المجتمع كله. وإذا فسدت الأسرة فسد المجتمع كله. وتعرض لتيارات عديدة قد تؤدي إلي انهياره لذا فقد كان اختيار كل من الرجل والمرأة لتكوين الأسرة شيئاً مهماً للغاية لصلاحها واستمرارها في الحياة علي طريق الهدي مباديء الإسلام القويمة التي نادي بها الله تعالي ورسوله الكريم. الحض علي الزواج حض رسول الله صلي الله عليه وسلم علي الزواج تحصناً لكل من الرجل والمرأة من كل إنحراف أو زلل قد يؤدي إلي التهلكة وانجاب الأبرياء من أولاد يلفظهم المجتمع ويشردوا مثل ما يطلق عليهم "أولاد الشوارع الآن" وهم بالتالي عرضة للإنحراف بكل وسائله وطرقه. لذا فقد روي عن أبي أيوب الأنصاري عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "أربع من سنن المرسلين: الحياء. والتعطر. والسواك. والنكاح" أخرجه الإمام الترمذي في كتاب النكاح . باب ما جاء في فضل التزوج والحث عليه. أما عن صفات الخاطب. فقد روي عن رسول الله صلي الله عليه وسلم الحث علي الزواج من الرجل صاحب الدين والخلق.. ففي حديث أبوهريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه. إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض" أخرجه الإمام الترمذي في سننه: كتاب النكاح. باب إذا جاءكم من ترضون دينه فزوجوه وبذلك حث الإسلام علي الزواج. ولكنه وضع له أسساً يقوم عليها في اختيار كل من الزوجين حفاظاً علي قيام أسرة صالحة ونسل طيب صالح. فإذا لم يستطع الشاب الزواج فإن رسول الله صلي الله عليه وسلم قد أمر هؤلاء بالصوم والصبر حتي لا ينتشر الفساد في الأرض. فقال صلي الله عليه وسلم في حديث رواه عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنه صلي الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج. ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" أي وقاية أخرج الحديث الإمام البخاري في كتاب الصوم. وكتاب النكاح. وأخرجه الإمام مسلم في كتاب النكاح وهنا ننوه إلي أن الخطبة تجب أيضا بموافقة الأهل وتكون علانية ان أمكن وليس في السر إلا أن الخاطب يجب أن يكون جاداً في خطبته فلا يدخل البيوت إلا باحترام وصدق ومن حقه أن يري المرأة التي يريد أن يتزوجها بما شرعه الإسلام له. وكذلك من حقها أن تراه. وأن يبدي كل منهما رأيه صراحة. ولذا قال صلي الله عليه وسلم "إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر إلي ما يدعوه إلي نكاحها فليفعل" أخرجه أبوداود في كتاب النكاح. "والبقة العدد القادم".