* تسأل: م.ع.س- من الإسماعلية: ظلمني أحد الناس ظلما شديدا فهل يجوز لي الدعاء عليه لأن أحد الناس قال لي يحرم عليك أن تدعو علي أحد؟ ** يقول: د.صبري عبدالرءوف أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: قال تعالي في سورة البقرة: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون" وهذه الآية الكريمة تؤكد لنا فضل الدعاء وأن الإنسان الذي يخلص لله عز وجل في دعائه فإنه يكون قريبا من الله ولا يحتاج واسطة بينه وبين الله عز وجل جاء في سنن الترمذي عن سيدنا سلمان أن سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "إن الله حيي كريم يستحي إذا رفع الرجل اليدين أن يردهما صفرا خائبتين" ولهذا قال العلماء: الدعاء عبادة وله أثر بالغ وفائدة عظيمة ولولا ذلك لما أمرنا الله بالدعاء ولم يرغب النبي صلي الله عليه وسلم فيه فكم رفعت محنة بالدعاء وكم من مصيبة كشفها الله بالدعاء والدعاء سبب تفريج الكروب وإزالة الهم ومغفرة الذنوب ورفعة الدرجات ولجلب الخير ودفع الشر وقال تعالي في سورة النساء: "لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما" وقال الإمام القرطبي في تفسيره: هذه الآية تبيح للمظلوم أن يدعو علي ظالمه جاء في صحيح البخاري عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: اللهم أشدد وطأتك علي مضر اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف وجاء في صحيح مسلم عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أن رجلا أكل بشماله عند رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال: كل بيمينك: قال: لا استطيع قال: "لا استطعت ما منعه إلا الكبر قال: فما رفعها إلي فيه. وعن عروة بن الزبير أن سعيد بن زيد رضي الله عنهما خاصمته أروي بنت أوس إلي مروان بن الحكم وادعت أنه أخذ شيئا من أرضها فقال سعيد رضي الله عنه: أنا كنت آخذ شيئا من أرضها بعد الذي سمعت من رسول الله صلي الله عليه وسلم؟ قال: ما سمعت من رسول الله صلي الله عليه وسلم؟ قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: من أخذ شيئا من الأرض ظلما طوقه إلي سبع أرضين قال مروان: لا أسألك بينة بعد هذا فقال سعيد: اللهم إن كانت كاذبة فاعم بصرها واقتلها في أرضها قال: فما ماتت حتي ذهب بصرها وبينما هي في أرضها إذ وقعت في حفرة فماتت وهذا كله يفيد الدعاء علي من خالف شرع الله أو ظلم غيره لوقوع الدعاء علي الظالم من الرسول والصحابة الكرام.