* يسأل عادل أ.م من أجا دقهلية: حدث اختلاف يسير بين الزوجين وهما زميلان في العمل فما كان من أحد الزملاء إلا أن تدخل وأشعل نار العداوة بين الزوجين. فما حكم الإسلام فيمن يكون سبباً لإفساد العلاقة الزوجية لمصلحته الشخصية؟ ** يقول د.صبري عبدالرءوف أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: اتفق الفقهاء علي هذا بما جاء في سنن أبي داود أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "من خبب زوجة امرئ فليس منا". وهذا الحديث النبوي الشريف يؤكد لنا أن سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم قد تبرأ من كل إنسان يكون سبباً في إفساد العلاقة بين الزوج والزوجة مما يترتب علي ذلك من أضرار اجتماعية وفرقة بين الإنسان وأخيه الإنسان وإغراء الزوجة بطلب الطلاق من زوجها وهذا في الغالب يؤدي إلي التنازع والتقاطع وقد يؤدي إلي ما لا يحمد عقباه وفقهاء المالكية قد تشددوا مع من يفعل ذلك وضيقوا عليه بل أغلقوا الأبواب في وجهه حتي يكون المتسبب في الإفساد عبرة لكل إنسان تسوِّل له نفسه أن يكون سبباً في التفرقة بين الزوج والزوجة لأنه لولا وجوده ربما صبرت الزوجة علي زوجها ورضيت بالحياة الزوجية ولم تطلب الطلاق. ولهذا كان قول فقهاء المالكية بحرمة هذا الزواج مادام راغب الزواج هو المتسبب في إفساد الحياة الزوجية معاملة له بنقيض قصده وحتي لا يتخذ الناس ذلك ذريعة إلي إفساد الحياة الزوجية. لأن الواجب علي من علم بوجود مشكلة بين الزوجين أن يتدخل للإصلاح ولا يجوز له أن يتدخل للإفساد. وذلك عملاً بما جاء في سورة الأنفال: "فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين". جاء في صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخواناً". وجاء في سنن أبي داود أن سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام. الصدقة والصلاة؟ قالوا بلي: قال: إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة". وهذا يدل دلالة واضحة علي حُرمة إفساد العلاقة بين الإنسان وأخيه الإنسان.