في هذه الأيام المباركة يستقبل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها عاماً هجرياً جديداً نسأل الله تعالي أن يعيده علينا وعلي مصرنا الحبيبة بالخير واليمن والبركات والأمن والنصر والبشر والبركات وانطلاقاً من قول الرسول صلي الله عليه وسلم "لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية" نتعلم أن زمن الهجرة من مكان إلي مكان قد انتهي. ونتعلم أن هناك هجرة باقية إلي يوم القيامة لعلنا نكون من المهاجرين إليها وهي هجرة متنوعة المعاني ومتعددة المقاصد. وجميعها يصب في صالح الإنسانية والمعاني السامية. التي ربما هجرها الناس. فبدلا ومن خلال هذه السطور أسوق للقارئ الكريم. أن يهاجرو إليها هجروها. فساءت حياتهم. وتغيرت أحوالهم بعضا من تلك المعاني. بغية الوصول إلي حياة طيبة ومستقبل أفضل.. فساءت حياتهم. وتغيرت أحوالهم بعضاً من تلك المعاني. بغية الوصول إلي حياة طيبة ومستقبل أفضل.. والمهاجر الحقيقي هو الذي يهجر ويهاجر والله تبارك وتعالي قال لحبيبه - صلي الله عليه وسلم - "يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر" فهيا بنا نهاجر من الجهل إلي العلم. ومن الكراهية للمحبة. ومن حب الذات إلي حب الغير. ومن السلبية إلي الايجابية. ومن الكبر إلي التواضع. ومن سفاسف الأمور إلي معاليها. ومن التنطع والتشدد إلي الوسطية والاعتدال. ومن الأنا إلي نفي الذات. ومن التردد إلي الثبات. ومن الجبن إلي الشجاعة. ومن ضيق الصدر إلي سعة الافق. ومن شؤم المعصية إلي لذة الإيمان. ومن الشدة والقسوة إلي الرفق واللين. ومن الأقوال للأفعال. ومن الشجار إلي حسن الحوار ومن القطيعة إلي الوصال. ومن الانتقام إلي العفو. ومن الكدر إلي الصفاء والنقاء. ومن الانتصار للنفس إلي الإذعان للحق. ومن التمادي في الباطل إلي الرجوع للصواب. ومن الرذيلة إلي الفضيلة. ومن القبيح إلي الحسن. ومن الجفاء إلي الوفاء. ومن الشقاق والنفاق إلي الوحدة وحسن الاخلاق. ومن الضلالة إلي الهدي. ومن العوج إلي الاستقامة. ومن اليأس إلي الرجاء ومن التقاعس إلي العمل. ومن التواكل إلي التوكل. ومن إتباع الهوي إلي التجرد لله. ومن الخوف علي الدنيا إلي طلب الآخرة. ومن إرضاء الناس إلي إرضاء الله. ومن الحياء من الناس إلي الحياء من الله. ومن مراقبة العباد إلي مراقبة رب العباد. ومن حولنا وقوتنا إلي حول الله وقوته. ومن الصفات الوحشية إلي معني الآدمية. ومن الذل والمهانة إلي العزة والكرامة. ومن المواقف النظرية إلي الخطوات العملية. إن فعلنا ذلك وأقمنا تلك المعاني في حياتنا حققنا الأمن والأمان والسلامة والإسلام وعشنا في رعاية واطمئنان إخوة متحابين نتعامل بجوهر الإسلام وسماحته. ونقيمه عمليا في حياتنا.. نسأل الله تعالي أن يجعلنا إخوة متحابين في مصرنا وأن يقيها الفتن ما ظهر منها وما بطن. وأن يكفيها شر الحاقدين والحاسدين والكارهين والمتربصين.