* محمد إيهاب عبد المولي من الشرقية: نعيش الآن جواً خانقاً من الشائعات علي الرموز والتيارات السياسية. فكيف واجه الشرع مثل هذه الشائعات؟ ** يقول الشيخ عثمان عامر من علماء الأزهر: الشائعة: هي من الفعل شاع بمعني انتشر وذاع والإشاعة: هي الخبر المنقول بين الناس وهدفه في الغالب نشر البلبلة أو التشكيك في شخص أو جماعة أو دولة. والشائعات قديمة قدم البشرية. فقد طالت الشائعات الكاذبة الأنبياء والمرسلين وهم الهداة المهديون ومشاعل الهدي. وكيفية مواجهة الشائعات والحد من انتشارها بل والقضاء عليها إن أمكن ذلك يكون بعدة أمور منها علي سبيل المثال: 1- عدم السكوت عن الشائعة واليقظة التامة في التعامل مع سائر محتوياتها. 2- أن يقدم الذي يسمع الإشاعة حسن الظن فيمن قيلت فيه علي سوء الظن. قال تعالي: "لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً وقالوا هذا إفك مبين" آية رقم 12 من سورة النور. 3- ألا يتحدث بكل ما سمع ويقوم بنقله إلي مخالطيه دون تروأ أو تمحيص أو تثبت وقد وصف القرآن الكريم من نقلوا الكلام دون ترو بأنه لم يمر الكلام علي عقولهم ولم يستعملوا تفكيرهم لفرط سرعتهم في نقله فكأن الخبر تلقوه بألسنتهم وليس بآذانهم فقال تعالي: "إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم..." آية رقم 15 من نفس السورة. والتثبت من الأخبار والتوثيق لها يكون بأحد أمرين: أولاً: طلب الدليل ممن يلقي الخبر وينشر الشائعة بين الناس علي صدق قوله فيما يخبر به وقديماً قيل: آفة الأخبار رواتها . وقال شوقي: والدعاوي إذا لم يقيموا عليها بينات أصحابها أدعياء. ثانياً: رد الأمر إلي أولي الأمر وعرض الكلام علي المختص وصاحب الخبرة لمعرفة مدي صدقه من كذبه قال تعالي: "وإذ جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلي الرسول وإلي أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم..." آية رقم 83 من سورة النساء. 4- لا ينبغي الغفلة عن مساءلة المروجين للشائعات المحدثين للفتن ويجب أن يعجل بتنفيذ العقوبة فيهم حتي يكونوا عبرة لغيرهم.