طالب الخبراء والمتخصصون بضرورة الحفاظ علي البيئة نظيفة وجميلة ونبذ العادات السلبية التي اعتاد عليها البعض في عيد الأضحي المبارك من ترك لمخلفات الأضاحي في الشوارع والطرقات مؤكدين أن ذلك يتنافي وصحيح الدين والحكمة التي شرعت من أجلها الأضحية. في البداية أكدت الدكتورة أسماء فتحي أستاذ مساعد الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر أن الأضحية من شعائر يوم العيد للتقرب بها إلي الله عز وجل وهي سنة مؤكدة عند جمهور العلماء فقد ورد عن البراء بن عازب رضي الله عنه أنه قال: خطب رسول الله صلي الله عليه وسلم بعد الصلاة فقال: "من صلي صلاتنا هذه ونسك نسكنا فقد أصاب سنتنا".ووقتها بعد طلوع شمس يوم عيد الأضحي وتمام صلاة العيد ومن ذبح قبل ذلك فذبيحته لحم وليست بأضحية لقول النبي صلي الله عليه وسلم : "من نسك قبل صلاتنا فتلك شاة لحم فليذبح مكانها". وأضافت: إذا كان الإسلام قد حث علي الأضحية تقرباً إلي الله عز وجل إلا أن ما يفعله المضحي من تصرفات أثناء الذبح وبعده لايتواءم مع مباديء الشريعة الغراء التي تحث بشدة علي البيئة ورفع الأذي عن الطريق.. فللأسف الشديد نجد المضحي يذبح أضحيته ثم يترك مكان الذبح مرتعاً لمخلفات الذبيحة.. الأمر الذي يؤدي لتعفن هذه المخلفات وانبعاث الروائح الكريهة منها التي تتنافي ومظاهر يوم العيد كما أنها تؤذي جيران المضحي وقد نهي الشرع الحكيم عن إيذاء الجيران فقال صلي الله عليه وسلم : "والله لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه".. كما اعتبر الإسلام رفع الأذي عن الطريق صدقة فقال صلي الله عليه وسلم : "إماطة الأذي عن الطريق صدقة".. لذلك فإن مسألة ذبح الأضاحي تحتاج لتضافر عدة جهات لتجنب ما يحدث كل عام وذلك بنشر الوعي الديني والمجتمعي والصحي عن ضرورة الاهتمام بالبيئة والحفاظ عليها نظيفة هذا يقتضي ضرورة تخصيص أماكن لذبح من قبل الدولة أو توكيل الجمعيات التطوعية للقيام بهذه المهمة حفاظاً علي البيئة التي نعيش فيها. سلبيات الأضحية ووافقها الرأي الدكتور جمال الدين حسين.. أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر قائلاً: إن يوم الأضحي من الأيام المباركة التي منّ الله بها ومن الأمور الإيجابية في تلك الأيام استبشار المسلمين بها والحرص علي أداء الشعائر التي أمرنا الله بها وذبح الأضحية من أهم هذه الشعائر إلا أن كثيراً من يقومون بأداء هذه الشعيرة الطيبة يحولون ما ينتج عنها إلي مظاهر سلبية. وذلك بأن يقوموا بالذبح في الطرقات العامة وأمام المحلات التجارية وأمام المنازل ثم مع كل أسف يتركون ما ينتج عنها من دماء وغيرها من المخلفات في الشارع وهذه ظاهرة سلبية خطيرة لأنها تلوث الشارع بما تحمله من ميكروبات وروائح كريهة وتساعد علي انتشار الأمراض بتجمع الذباب عليها والحشرات ويزيد من هذا ارتفاع درجة الحرارة. وأضاف: لو أن هؤلاء يعرفون حقاً المقصد الحقيقي والرئيسي الذي يقصده الدين الإسلامي من مشروعية تلك الأضاحي ما فعلوا ذلك.. فهم بهذه الأفعال غير لائقة لأنهم قصروا في فهم أمر دعا إليه الدين وهو النظافة فالنظافة لا تقتصر علي الملبس والمظهر فقط إنما تكون علي مستوي البيئة التي يعيش فيها الإنسان ويجب علينا جميعاً الالتزام بالإطار العام الذي يؤدي ظهور البيئة بشكل جميل ونظيف حتي نستطيع تحقيق الثمرة المرجوة من ذبح تلك الأضاحي علي أن نكون دائماً محافظين علي الشكل العام للبيئة التي هي عنوان لنا جميعاً. غرامة فورة وأشارت الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس إلي افتقاد المجتمع المصري ثقافة الحفاظ علي البيئة بدليل القمامة التي تملأ الشوارع والأحياء ومخلفات المباني التي تسد طرقات بأكملها مؤكدة أن تفعيل الغرامة هو المخرج الوحيد من هذه المشكلة وذلك بتخصيص سيارات يوضع عليها كاميرات مراقبة تجوب هذه السيارات الشوارع المختلفة وتصور كل ما يدور بالشارع ومن يضبط يرتكب مخالفة معينة يتم تغريمه بمبلغ مال كبير وليكن ألف جنيه فالغرامة هي الرادع الوحيد للحفاظ علي البيئة وعدم انتهائها وهذا هو المنبع في كل بلدان العالم. وأضافت: علي الدولة تخصيص أماكن ليذبح فيها الناس أضاحيهم ومن يخالف ذلك ويترك مخلفات الأضحية في الشارع لابد من تفعيل الغرامة عليه. واستطردت: نحن بلد حار وهذه المخلفات كفيلة بانتشار الأمراض والفيروسات المختلفة.