العلاقة بين الآباء والأبناء قد تكون بصداقة وود واحترام وتفاهم وقد تكون متوترة ومتأزمة لعدم وجود رابط ود أو تفاهم أو حوار يهدف إلي زيادة الصلة ولذلك فإن غياب الحوار البناء والفعال بين الآباء والأبناء يجعل الابن لا يثق في والديه وأن في مرحلة المراهقة يحتاج الأبناء إلي والديهما وخاصة الأم أكثر من أي وقت مضي فهم يحتاجون إلي الحب والاهتمام وخاصة وأن هذه المرحلة لها أهميتها في تكوين شخصية الإنسان والأهم من ذلك أن هذه المرحلة قد ينتج عنها أي مرض من الأمراض النفسية المعروفة كالقلق والخوف والاكتئاب وغير ذلك. أشارت أم محمود ربة منزل: أن أبنائي الصغار منهم والكبار قريبون مني أكثر من قربهم لوالدهم بسبب أنه إنسان عصبي وصعب التفاهم معه بعكسي حيث أعاملهم معاملة مثالية يزينها الاحترام والأدب والكل يعاملني بحب ويأخذ رأيي في كل أمر يخصه صغيرا كان أو كبيرا من أمورهم وأيضا يأتمنوني علي أسرارهم فأبنائي يرون أنني أقرب الأصدقاء بالنسبة لهم وأيضا المتحدثة الرسمية بلسانهم عند والدهم من أجل تحقيق أغلب طلباتهم ورغباتهم. الحياة الخاصة ويقول علاء مصطفي دكتور بيطري أنا لست صديقا لأبنائي مع أنني أتمني ذلك فأنا بسبب انشغالي الدائم نادرا ما أتحدث معهم فهم لهم حياتهم الخاصة مع أصدقائهم الذين في مثل أعمارهم ولقد حاولت أن أكون قريبا وصديقا وملما بما يدور في حياتهم من أحداث ومواقف لكن للأسف لم استطع بسبب فارق العمر وبمنطق أن الأب تحكمه العاطفة ومتسرع بالأمور التي تهم أبناءه ويخاف عليهم ويوجه لهم اللوم بسرعة لذلك أنا لا أعلم عن حياتهم الشخصية وهواياتهم إلا القليل وطبعا هم يعجبهم ذلك ولا يسمحون لي بمعرفة الكثير من جوانب حياتهم من أجل المحافظة علي الخصوصية وعلي أسرارهم وما يدور في مدارسهم أو خارجها فهو من نصيب أصدقائهم وأضاف مع أن الكثير نصحوني بالتقرب منهم من أجل المحافظة عليهم من رفقاء السوء وخاصة في مرحلة البلوغ والمراهقة وتوفير الكثير من الوقت لهم وخاصة في هذا العمر لكن كيف وهو معروف أن هذا العمر متمرد ويريد كل شيء ولا يقبل التوبيخ أو التوجيه وأنا أب أخاف علي أولادي من تقلبات الزمان ومشاكله. يضيف أحمد أشرف طالب أجد صعوبة في الحديث مع والدي بسبب خجلي منه لا أنكر أنني حاولت التقرب من والدي للحديث معه عن أمور كثيرة تشغل فكري وأفكر بها وأتساءل عن حل لها لكن لا استطيع ذلك فما أن اقترب من مكان جلوسه وأجده جالسا يشاهد التلفاز أو يقرأ الجريدة كما هو معتاد كل مساء أعود مرة أخري أصارع الأفكار وحدي وعلي فكرة أنا افتقد للأصدقاء في حياتي فكثير من الأصدقاء كانوا مصدر إزعاج ومشاكل فقررت أن أعيش في عزلة عن الناس مادامت عشرتهم سيئة وتأتي لشخص بما يسيء له ولسمعته والوحيد الذي أتحدث معه هو أخي الذي يصغرني وربما في يوم عندما ينضج يستطيع التحاور معي ويناقشني فيما أتدث معه فيه. اكتساب الخبرة عزت عاطف- طالب لن أجد في هذه الدنيا أفضل من والدي صديقا لي فهو حكيم وقلبه كبير ومحب وتجاربه بالحياة كثيرة هذا بالإضافة إلي أنه متفهم وغير متسرع والأكثر من ذلك هو الوحيد الذي يخاف علي أكثر من نفسي ويتمني لي الخير كله فأين سوف أجد أفضل منه صديقا مخلصا وله خبرة بشئون الحياة من أجل أن ينصحني أو يوجهني وما هي فائدة الأصدقاء غير الاستماع لك وقت الحاجة ومعاونتك علي المصاعب كل هذا أجده في والدي وأكثر من ذلك فوالدي يعرف الكثير وأنا بدوري أحاول اكتساب الخبرة منه واستشيره في كل صغيرة وكبيرة من أموري الشخصية إضافة إلي أنني أحب صداقته لأنه لا يعارض تفكيري بل يأخذني بالمناقشة والحكمة وأن رأي مني ما لا يرضيه ويوضحه لي بأسلوب راق وجميل ومقنع يجعلني لا أعود أبدا إلي ما فعلت مرة أخري. تقويم السلوك أما الدكتور عادل رزق أستاذ الطب النفسي جامعة عين شمس: إن الأبحاث العلمية أظهرت أن عدم تخصيص وقت معين يوميا والتفرغ للأبناء يوما أو يومين في الأسبوع لتقويم سلوكياتهم ومتابعة أدائهم الدراسي نتيجة لانشغال الأبوين بالفعل لم يكن يشبع الحاجات الوجدانية للأبناء بل كان يولد لديهم المشاعر العدوانية والرفض تجاه الوالدين. ويضيف هنا بدأت الدراسات تنصح باستخدام سياسة مختلفة تعتمد علي المراقبة والمتابعة اليومية للمراهقين بحيث يكون لدي الأم والأب الوقت والمساحة النفسية للقاء الأبناء بشكل شبه يومي وبدأت الأمهات تتخلي عن نظام العمل ليوم كامل لتكون لديهن سعة من الوقت وقدرة نفسية للقيام بالجهد المطلوب لرعاية ومتابعة تغيرات فترة المراهقة. ويؤكد د.عادل إن العلاقة بين الأبناء والآباء هي المسئولة عن تنشئة طفل سليم نفسيا فكلما توطدت هذه العلاقة أصبح أكثر ثباتا في مواجهة الحياة ويدعم ثقته بنفسه وكلما ضعفت أدت إلي إعاقة النمو النفسي والشخصي وافتقاد الطفل لحاجات الحب والانتماء. يقول الدكتور محمد الدسوقي أستاذ علم النفس كلية تربية جامعة حلوان إن الصداقة تعتبر خير وسيلة لنجاح العلاقة بين الآباء والأبناء كما أنها مطلب أساسي للأبناء وتقوم الصداقة علي ثلاثة أعمدة رئيسية هي الحب والثقة والاحترام فمعاملة الطفل بالحب والحنان منذ سنوات عمره الأولي وتدعيم ثقته بنفسه من خلال الاستماع إليه في جو من الحوار الهاديء الذي يكفل الاحترام لكلا الطرفين يعين الطفل علي مواجهة الحياة بالحب والقيادية وليس بالانطواء والانقيادية ولكن مع زخم الحياة والتطور التكنولوجي الرهيب الذي نشهده في الآونة الأخيرة زادت فرص العزلة بين أفراد البيت الواحد ودعمت من فكرة صراع الأجيال التي قد يحاربها البعض ويحاول جاهدا مواكبة العصر والتقرب من أبنائه ومصاحبتهم.