في ظل الفتنة التي نعيش فيها وجعلت الحليم حيرانا أجد نفسي من أشد المؤيدين للمقولة الشهيرة للإمام محمد عبده ¢ لعن الله ساس ويسوس وسائس ومَسوس وكل مشتقات السياسة ¢. فكم ارتكبنا ذنوبا من خلال الكلام في السياسة وتأثرا بآلة الإعلام التي تزيف الحقائق لصالح طرف ضد الآخر ونحن للأسف نتبادل تلك المعلومات ونتجادل حولها حتي داخل الأسرة التي انقسمت علي نفسها ووصل الأمر إلي الطلاق بين الزوجين. أو عقوق الأبناء لآبائهم وأمهاتهم. أو قطيعة الرحم بين الأقارب أو التخاصم بين الأصدقاء والزملاء حتي عامة الناس في الشارع والمواصلات العامة لم يسلموا من ¢ صداع السياسة ¢ عزمت أكثر من مرة ألا أصدع نفسي وألوث لساني بالكلام في السياسة إطلاقا من بعض قناعاتي في فهم النصوص الدينية مثل قوله تعالي ¢يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقى بِنَبَأ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةي فَتُصْبِحُوا عَلَي مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ¢ وقوله تعالي أيضا ¢ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمى وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابى رَحِيمى¢. وقول رسول الله صلي الله عليه وسلم ¢ كفي بالمرء كذبا أن يحدّث بكل ما سمع¢ وقوله صلي الله عليه وسلم أيضا ¢ أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا¢ هل سأل أحد منا نفسه: كم من الذنوب ارتكبها بسبب الغيبة والنميمة بسبب السياسة سواء كان من أنصار مرسي الذين يسبون السيسي ومحمد إبراهيم ليل نهار. وكذلك أنصار السيسي الذين يسبون مرسي والإخوان ليل نهار دون أن ندري إن كل هذا مسجل ومكتوب علينا وتعد من المظالم التي لن تغفر إلا بعد عفو صاحب المظلمة وصدق الله العظيم إذ يقول ¢ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلي إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبى عَتِيدى ¢ وأنصح نفسي قبل الآخرين بالامتناع عن الكلام في السياسة قبل أن نخسر الآخرة والدنيا وخاصة أن كلامنا يؤخر ولا يقدم .وبدلا من أن نظل في غفلة وجدال لا ينتهي بخير أبدا أري أن نتأمل هذا الحديث النبوي الذي رواه الصحابي الجليل معاذ بن جبل حين قال: يا نبي الله. وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: ثكلتك أمك يا معاذ ! وهل يكب الناس في النار علي وجوههم أو علي مناخرهم - إلا حصائد ألسنتهم ؟ ¢ فهل نفيق قبل فوات الأوان وساعتها لن ينفعنا الإخوان أو خصوم الإخوان. ولنتجنب الفتن وندعو الله بالخير للبلاد والعباد ولن يكون في ملك الله إلا ما كتبه الله كلمات باقية: قال تعالي ¢ وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَي الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ. وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَ?ذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا . وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا¢