نفي مصدر بالأزهر ما نشرته بعض وسائل الإعلام عن بدء لقاءات شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب مع أصحاب مبادرات المصالحة من القوي السياسية وبعض الشخصيات العامة أمس.. في الوقت الذي شهدت فيه المشيخة امس هدوءاً تاما. ولم تحضر أي شخصية للزيارة بل ان شيخ الأزهر نفسه الدكتور احمد الطيب لم يحضر الي مكتبه أمس و فق مصادر رسمية داخل المؤسسة. أوضح المصدر أن ما نشر حتي اللحظة عن وجود مبادرات حقيقية ومتكاملة لدي الأزهر إنما هي مجرد اجتهادات من بعض مستشاري شيخ الأزهر لإقحامه في المشهد السياسي من جديد بدليل انه تم الإعلان أنها ستبدأ صباح الاثنين ولم يكن هناك شيء علي الإطلاق.. اتصلت ¢ عقيدتي ¢ بالدكتور محمد مهنا مستشار شيخ الأزهر الذي أعلن منذ أيام خبر وجود مبادرات جادة فأكد وجود مبادرات بالفعل وردت الي الأزهر وطالبته بالتحرك والتدخل لنزع فتيل الأزمة الحالية وخاصة بعد تأزم الأوضاع وإصدار الرئاسة في وقت سابق بيانا أوضحت فيه فشل الجهود الرامية إلي تسوية الأزمة وحملت الإخوان مسئولية تبعات الفشل. أوضح الدكتور مهنا ان بعض الشخصيات العامة حضرت الي الأزهر والتقت المسئولين فيه وبعضهم قام بالتواصل تليفونيا مع هذه القيادات الأزهرية للمطالبة باستعادة دور الأزهر من جديد وجاري تقييم تلك الآراء والمبادرات لاستكمالها والبناء عليها. وردا علي سؤال حول السر في عدم وجود لقاءات أمس بين أصحاب تلك المبادرات وشيخ الأزهر كما نشر في وسائل الإعلام قال الدكتور مهنا : أنا لم احدد موعدا معينا وليس لدي أي معلومات عن مواعيد مستقبلية للقاء شيخ الأزهر بأصحاب تلك المبادرات أو من قاموا بالتواصل معنا تليفونيا. و اكد حرص الأزهر علي المصالحة ليس من منطلق كونه وسيطا بين أطراف وإنما انطلاقا من ثوابته الوطنية وسنحرص علي دعوة كل الأطراف بما فيهم الإخوان المسلمون وإذا رفضوا فليتحملوا مسئوليتهم أمام الله أولا وأخيرا ثم التاريخ وقد فعل الأزهر الكثير لعدم الوصول إلي ما تم 30 يونيو من خلال اتصالاته بكل الأطراف سواء بمن هم في الرئاسة وحزب الحرية والعدالة مما يعني أن الأزهر يلتزم بحياديته وانه يقف علي مسافة واحدة من الجميع. عودة بعد الانسحاب علي جانب آخر يتوقع البعض أن يشهد الأزهر خلال الفترة المقبلة نشاطا للعودة الي الساحة السياسية من جديد بعد فترة من الانسحاب النسبي عقب إعلان شيخه الدكتور احمد الطيب اعتكافه عقب الأحداث الدموية للحرس الجمهوري التي لم يعلن القضاء حتي الآن نتائج التحقيقات فيها لنعرف الجاني من المجني عليه . ومع هذا لم يضيع الأزهر وقتا طويلا في العودة الحقيقية الي الساحة مرة أخري منذ أعلن شيخه في كلمته الي الأمة بمناسبة عيد الفطر وتأكيده أن المصريين قادرون علي تجاوز الأزمة ودعوة أصحاب مبادرات المصالحة الوطنية إلي لقاء بعد عيد الفطر لمناقشة الأزمة السياسية في مصر لتحقيق الوحدة والتسامح ونبذ الخلافات لإغلاق الباب امام التدخل الخارجي في الشأن المصري الداخلي. وجاءت كلمات الدكتور الطيب هذه المرة مختلفة حيث قال ¢أناشدكم أيها المصريون جميعا بحق الله عليكم وبحق الوطن العزيز عليكم أن تدركوا جميعا في كل الميادين وقبل فوات الأوان أنه لا يمكن لرفقاء سفينة تحدق بها المخاطر أن ينجو فريق منها دون الأخر فلا يمكن لأي فريق أن ينعم بالأمن والأمان و الاستقرار في مجتمع يسوده الانقسام وتهدده الفتن فالأمن للجميع وكذلك الخسارة والندم للجميع نصنعه بأيدينا أو ننجو منه بالانتصاف من أنفسنا والبر بديننا وأوطاننا فقدموا المحبة والتسامح والتعاون في يوم عيدكم وكونوا عباد الله إخوانا ¢.. ولم يكتف شيخ الأزهر بذلك وإنما بدأ بنفسه حين قال ¢أني قد تصدقت بحقوقي علي كل من ظلمني وسامح الله كل من أساء اليَّ أو تقول عليَّ ما لم أقل ¢ الإخوان ومعارضوهم ومن جانبها أعلنت قيادات جماعة الإخوان المسلمين من خلال منصتي رابعة العدوية والنهضة رفضها لأي مبادرات من الأزهر أو غيره قبل عودة الرئيس المعزول محمد مرسي لسدة الحكم وخاصة أن شيخ الأزهر أحد المؤيدين لما أسموه ¢ الانقلاب علي الشرعية ¢ لهذا فإن أي حوار تحت رعاية شيخ الأزهر محكوم عليه بالفشل علي النقيض من موقف الإخوان أعلن اتحاد الأحزاب السياسية والقوي المدنية الذي يمثل 12 حزبا و25 حركة ونقابة وائتلافا تأييده الكامل لمبادرة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب للمصالحة الوطنية. وأكد الاتحاد- في بيان عقب اجتماعه الأسبوعي برئاسة المستشار أحمد جمال التهامي لمناقشة المشهد السياسي - رفضه الكامل والمطلق لمبادرة محمد سليم العوا ومبادرات الأحزاب التي تسمي بالإسلامية. وطالب البيان شيخ الازهر بدعوة اتحاد الأحزاب السياسية والقوي الوطنية لحضور كافة الاجتماعات التي يناقش فيها أية مبادرات لتحقيق المصالحة الوطنية. ومن جانبه أكد شريف طه .المتحدث الرسمي باسم حزب النور ترحيب الحزب الكامل بمبادرة الأزهر التي تعد مخرجا حقيقيا من الأزمة الراهنة لتفادي أي صدام بين المعتصمين والسلطة وحقنا للدماء ووأدا للفتنة ولهذ فإنه اذا تم عقد أي اجتماع برعاية شيخ الأزهر للمصالحة الوطنية سيستجيب له الحزب فور دعوته اليه. وأضاف : أن حزب النور لم يتلق دعوة حتي الآن وأنه في حال وصولها للحزب سيلبي الدعوة فورا. مؤكدا أن الحزب دائما ما كان يطالب بأن تتم مصالحة وطنية برعاية الأزهر. وقال: إن الحزب سيؤيد خلال مشاركته في الاجتماع مبادرة الدكتور محمد سليم العوا مع احتمال تعديل بعض بنود تلك المبادرة. مؤكدا أنها تعتبر الأنسب للمصالحة الوطنية. وانهي كلامه بالتأكيد علي أن وفدا من الحزب التقي الشيخ الطيب خلال آخر تواجد له بمكتبه بالمشيخة قبل العيد وبارك أية خطوة تبذل لحقن الدماء.