صلاة العيد في الخلاء سنة نبوية ولكن تطورات الأحداث الدامية في مصر قد يكون لها تأثيرها علي إتمام تلك الصلاة في الساحات التي تتسع لعشرات الآلاف من المصلين مما قد يعرضهم لمشكلات أمنية في ظل وجود من يريد وضع الزيت علي النار ولن يجد فرصة للفتنة من مثل تلك التجمعات التي تضم كل الأعمار يؤكد الدكتور محمد المختار المهدي .. الرئيس العام للجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر أن صلاة العيد في الخلاء سنة عند الحنفية علي الصحيح ولو وسعهم المسجد. ويكره فعلها في المسجد لغير عذر إلا بمكة حيث الأفضل صلاتها فيه وهي سنة عند الحنابلة ولكن بشرط القرب من المباني عرفاً فإن بعدت الصحراء عنها لا تصح فيها الصلاة ويكره عندهم صلاتها في المسجد بلا عذر سوي مكة فإنها تصلي في المسجد الحرام ومذهب الشافعية أن صلاتها في المسجد أفضل لشرفه إلا لعذر كضيقه فتكره فيه للزحام وحينئذ يسن الخروج إلي الخلاء. أما الحنابلة فيقولون: يسن صلاة العيد بالخلاء بشرط أن تكون قريبة من البنيان عرفاً. فإن بعدت عن البنيان عرفاً فلا تصح صلاة العيد فيها رأساً. ويكره صلاتها في المسجد بدون عذر إلا لمن بمكة فإنهم يصلونها في المسجد الحرام.ومذهب الشافعية أن صلاتها في المسجد أفضل لشرفه إلا لعذر كضيقه فيكره فيه للزحام وحينئذ يسن الخروج للخلاء أي أن صلاة العيد في المسجد أفضل عند الشافعية. وفي الخلاء أفضل في المذاهب الثلاثة. وأشار الدكتور المختار المهدي إلي أن الجمعية دأبت طوال تاريخها الذي يقارب القرن علي لا إحياء هذه السنة قدر المستطاع وستحرص علي مواصلتها هذا العام في مختلف المساجد في مختلف المحافظات قدر المستطاع لأن المصلين في مختلف المحافظات يحرصون علي ساحات الجمعية الشرعية المشهود لها بالحياد والموضوعية والشفافية والبعد عن السياسة او الخوض فيها بما يثير الفتنة. وأكد الدكتور المهدي أنه من الصعب تخلي الجمعية عن هذا التوجه إلا إذا ثبت لها باليقين المؤكد أن بعض الساحات قد تحدث فيها فتنة أو مفاسد وأضرار وهنا يتم تدارس الأمر لكل حالة علي حدة وإصدار قرار خاصة به سواء بالصلاة في الخلاء من عدمها وليس تعميم المنع علي مستوي الجمهورية لأن الأوضاع تختلف من مكان لآخر. وأشار الدكتور المهدي إلي أن الجمعية ستدعو خطباءها في الساحات الي البعد عن كل ما يثير الفتنة ولو من بعيد لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم ¢ الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها ¢ وإنما يكون الحديث عن الأعياد وحكمتها وضرورة البعد عن أسباب الفتنة ونبذ الخصومات والعمل علي إعلاء مصلحة الوطن بما فيه مصالح البلاد والعباد. وانهي الدكتور المهدي كلامه بدعوة جميع المصريين حكاما ومحكومين الي البعد عن العنف بكل صوره وكل ما يؤدي الي الجدل وان تكون الدعوة بالحسني لقوله تعالي : ¢ ادْعُ إِلَي سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ¢ . وكذلك البعد عن كل ما يؤدي الي إراقة الدماء لقوله تعالي ¢ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً¢ وقوله تعالي أيضا ¢ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَي بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسي أَوْ فَسَادي فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ ¢. القرار للفروع عن موقف جماعة أنصار السنة المحمدية يقول جمال سعد حاتم المتحدث باسم الجماعة . إن لديهم 300 فرع علي مستوي الجمهورية وكل فرع لديه مجموعة من ساحات الصلاة في الخلاء وستحرص الجماعة علي إحياء هذه السنة النبوية الراسخة عبر التاريخ حيث كانت سنة النبي صلي الله عليه وسلم العملية علي ترك مسجده في صلاة العيدين . وأدائها في المصلي الذي علي باب المدينة الخارجي حيث روي أبو سعيد الخدري ¢ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجُ يَوْمَ الْفِطْرِ وَالأَضْحَي إِلَي الْمُصَلَّي فَأَوَّلُ شَيْءي يَبْدَأُ بِهِ الصَّلاةُ ثُمَّ يَنْصَرِفُ . فَيَقُومُ مُقَابِلَ النَّاسِ وَالنَّاسُ جُلُوسى عَلَي صُفُوفِهِم .ْ فَيَعِظُهُمْ وَيُوصِيهِمْ وَيَأْمُرُهُمْ . فَإِنْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَقْطَعَ بَعْثًا قَطَعَهُ أَوْ يَأْمُرَ بِشَيْءي أَمَرَ بِه .ِ ثُمَّ يَنْصَرِفُ . قَالَ أَبُو سَعِيدي فَلَمْ يَزَلْ النَّاسُ عَلَي ذَلِكَ حَتَّي خَرَجْتُ مَعَ مَرْوَانَ وَهُوَ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ فِي أَضْحًي أَوْ فِطْري فَلَمَّا أَتَيْنَا الْمُصَلَّي إِذَا مِنْبَرى بَنَاهُ كَثِيرُ بْنُ الصَّلْتِ فَإِذَا مَرْوَانُ يُرِيدُ أَنْ يَرْتَقِيَهُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ فَجَبَذْتُ بِثَوْبِهِ فَجَبَذَنِي فَارْتَفَعَ فَخَطَبَ قَبْلَ الصَّلاةِ فَقُلْتُ لَهُ غَيَّرْتُمْ وَاللَّهِ فَقَالَ أَبَا سَعِيدي قَدْ ذَهَبَ مَا تَعْلَمُ فَقُلْتُ مَا أَعْلَمُ وَاللَّهِ خَيْرى مِمَّا لا أَعْلَمُ فَقَالَ إِنَّ النَّاسَ لَمْ يَكُونُوا يَجْلِسُونَ لَنَا بَعْدَ الصَّلَاةِ فَجَعَلْتُهَا قَبْلَ الصَّلاةِ ¢ واستدَّل ابن قدامة علي ذلك بقوله ¢ أَنَّ النَّبِيَّپكَانَ يَخْرُجُ إلَي الْمُصَلَّي وَيَدَعُ مَسْجِدَهُ. وَكَذَلِكَ الْخُلَفَاءُ بَعْدَهُ. وَلا يَتْرُكُ النَّبِيُّ الأَفْضَلَ مَعَ قُرْبِهِ. وَيَتَكَلَّفُ فِعْلَ النَّاقِصِ مَعَ بُعْدِهِ. وَلا يَشْرَعُ لأُمَّتِهِ تَرْكَ الْفَضَائِلِ. وَلأَنَّنَا قَدْ أُمِرْنَا بِاتِّبَاعِ النَّبِيِّ وَالاقْتِدَاءِ بِهِ. وَلا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمَأْمُورُ بِهِ هُوَ النَّاقِصَ. وَالْمَنْهِيُّ عَنْهُ هُوَ الْكَامِلَ. وَلَمْ يُنْقَلُ عَنْ النَّبِيِّ أَنَّهُ صَلَّي الْعِيدَ بِمَسْجِدِهِ إلا مِنْ عُذْري. وَلأَنَّ هَذَا إجْمَاعُ الْمُسْلِمِينَ . فَإِنَّ النَّاسَ فِي كُلِّ عَصْري وَمِصْري يَخْرُجُونَ إلَي الْمُصَلَّي. فَيُصَلُّونَ الْعِيدَ فِي الْمُصَلَّي. مَعَ سَعَةِ الْمَسْجِدِ وَضِيقِهِ. وَكَانَ النَّبِيُّ يُصَلِّي فِي الْمُصَلَّي مَعَ شَرَفِ مَسْجِدِهِ ¢. أوضح ابن قدامة أكد انه لم ينقل عن النبي صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه صلي العيد بمسجده إلا من عذر الا لعذر مثلما أصابهم مطر في يوم عيد فصلي بهم النبي صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المسجد .وقال الإمام الشافعي في كتابه ¢ الأم ¢ ¢ بلغنا أن رسول الله صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يخرج في العيدين إلي المصلي بالمدينة . وكذلك من كان بعده . وعامة أهل البلدان إلا مكة . فإنه لم يبلغنا أن أحداً من السلف صلي بهم عيداً إلا في مسجدهم . أوضح أن في ضوء تطورات الأحداث سيتحدد الموقف النهائي من صلاة الخلاء حسب الأحداث السياسية خاصة في المناطق الملتهبة التي تكون فيها المفاسد أو الأضرار الناتجة عنها أكثر من المصالح الناجمة عن ذلك.