تظاهر أمس أنصار الرئيس المعزول الدكتور محمد مرسي أمام مشيخة الأزهر ضد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الموجود بالاقصر. أغلق الأمن بوابات المشيخة تحسبا لأي هجوم محتمل لاقتحام مبني المشيخة من قبل المتظاهرين الذين رددوا شعارات معادية لشيخ الأزهر ومواقفه من الأحداث السياسية. يشهد الأزهر حالة من الغليان.. وحالة الصدام بين معتصمي ومتظاهري جماعة الإخوان المسلمين والأحزاب الإسلامية المؤيدة لها فاستقال الدكتور حسن الشافعي مستشار شيخ الازهر بعد ان القي بيانا شديد اللهجة صباح الجمعة الماضي عبر فيه عن غضبه الشديد من الاستهانة بحرمة الدماء وحصول الجيش علي تفويض من فصيل ضد آخر. تزامن ذلك مع قيام مجموعة من متظاهري التيارات الاسلامية المختلفة بمحاصرة مبني مشيخة الازهر ودار الإفتاء مطالبين الدكتور الطيب والدكتور شوقي علام بإصدار فتاوي قاطعة عن حق التظاهر السلمي وحق الشرع في الذين يسقطون قتلي في الاشتباكات مع رجال الشرطة وخاصة بعد أحداث الحرس الجمهوري والمنصة وتصاعد احتمال وقوع المزيد من الضحايا في ظل تأكيد اللواء محمد إبراهيم بضرورة فض اعتصام رابعة العدوية بمدينة نصر . وكذلك اعتصام ميدان النهضة أمام جامعة القاهرة بالقوة من خلال الغطاء القانوني بوجود شكاوي من السكان لم يتوقف الامر عند هذا الحد وانما تصاعد مع اعلان كل من الدكتور محمد عمارة عضو هيئة كبار العلماء ورئيس تحرير مجلة الأزهر والدكتور محمد المختار المهدي عضو هيئة كبار العلماء والرئيس العام للجمعية الشرعية انضمامهما للمبادرة التي تم اعلانها برئاسة الدكتور محمد سليم العوا والمستشار طارق البشري وغيرهما والتي تتناقض مع موقف الازهر الداعم لسياسة الامر الواقع منذ 3 يوليه حتي الآن. ولم يشفع شيخ الأزهر استنكاره وإدانته لسقوط أعداد من الشهداء ضحايا أحداث المنصة لأنه صدر بعد مرور أكثر من 24 ساعة علي الأحداث والذي جاء فيه : ¢ إنَّ الأزهر الشريف وقلبه يتمزق ألما بسبب تلك الدماء الغزيرة التي سالت علي أرض مصر ويستنكرُ ويدين بقوة سقوط هذا العدد من الضحايا ويعلن أن هذه التصرفات الدموية ستفسد علي عقلاء المصريين وحكمائهم كل جهود المصالحة ومحاولات رأب الصَّدع ولم الشمل وعودة المصريين إلي توحدهم كشعب راق متحضر ولا يزال الأزهر يتمسك بالمبدأ الذي يُؤكِّد أن مقاومة العُنف و الخروج علي القانون لا يكون إلا في حُدود القانون وباحتِرام حقوق الإنسان وأخصها الحق في الحياة ويُطالب الأزهر الحكومةَ الانتقالية بالكشف فورًا عن حقيقة الحادَث ومن خلال تحقيق قضائيي عاجل وإنزال العُقوبة الفوريّة بالمجرمين المسئولين عنه أيًّا كانت انتماءاتهم أو مواقعهم.أيها المصريون إن الأزهر الشريف ينادي ويستصرخ العقلاء من كل الفصائل أن يبادروا فورا ودون إقصاء إلي الجلوس علي مائدة حوار جادة مخلصة ذات مسؤولية وضمير للخروج من هذه الأزمة ومن هذه التداعيات الدموية ومن هذه الأجواء التي تفوح منها رائحة الدماء ولا يزال الأزهر يحذر من أنه لابديل عن الحوار إلا الدمار وأخيراً يذكّر الأزهر المصريين جميعاً بتحذير نبي الرحمة صلي الله عليه وسلم ¢إذا التقي المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار¢..لم تمر ساعات علي هذا البيان الأزهري إلا وفجر بيان الدكتور يوسف الدكتور القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر مزيدا من الانقسامات داخل المؤسسة الأزهرية ما بين مؤيد معارض وخاصة انه تضمن هجوما شديدا علي شخص الأزهر وآرائه من الأحداث الأخيرة وكان الدكتور القرضاوي قد خاطب في كلمته الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهرقائلا : من قال إن قتل الناس أخف الضررين؟ هل أخذت فتوي هيئة كبار العلماء؟ وعليك أن تراجع نفسك وراجع إخوانك وأنادي إخواني في هيئة كبار العلماء وهيئة البحوث الإسلامية بمراجعة شيخ الأزهر وأنادي أبناء الأزهر جميعاً في المساجد والمدارس أن يقفوا وقفة رجل واحد ويرفضوا قتل المظلومين لأن أبناء الأزهر لا يقبلون هذا أبداً كما أنادي أبناء النقابات جميعاً من معلمين ومهندسين وأطباء وغيرهم. أدت هذه التصريحات القرضاوية ضد الطيب الي سعي هيئة كبار العلماء الي الدعوة لعقد اجتماع طارئ للرد علي هذه التصريحات الامر الذي لم يجد إجماعا من أعضاء الهيئة التي يري بعضها أن الأزهر انقلب علي الشرعية التي جاءت بها الصناديق وساند الجيش وقدم له غطاء شرعيا في كل ما يقول وخاصة في دعوة الفريق أول عبد الفتاح السيسي إلي نزول المصريين إلي الشوارع في مظاهرات لتفويض الجيش والشرطة للتعامل مع العنف والإرهاب وهو ما حذر منه البعض ان يؤدي إلي حرب أهلية وبالفعل فقد أسفر عن وقوع كثير من الضحايا بالقاهرة والأقاليم. الغريب ان هذا كله تم وسط معاناة الأزهر من شبه شلل خلال الأسبوع الماضي حيث تغيبت غالبية القيادات بسبب سفر الشيخ عبد التواب قطب وكيل الأزهر وكذلك الشيخ جعفر عبد الله. رئيس قطاع المعاهد الأزهرية الي سلطنة عمان. وانشغال مستشاره التعليمي الدكتور عبدالدايم نصير المستشار بسبب وفاة شقيقه. وسفر الدكتور محمود عزب مستشار شيخ الأزهر للحوار الي مملكة البحرين لحضور مؤتمر . ومعاناة مستشاره الدكتور محمد مهنا من وعكة صحية. وتسبب هذا الغليان في اعتذار شيخ الازهر عن قبول جائزة دبي هذا العام حيث أعلنت اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم عن تأجيل تكريم الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر. شخصية العام الإسلامية للجائزة. إلي دورة أخري نظرا للظروف التي تمر بها مصر. وأكدت اللجنة أن التأجيل بناء علي رغبة فضيلته حيث قال المستشار إبراهيم بوملحة. رئيس اللجنة المنظمة للجائزة: تم اختيار فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر شخصية العام الإسلامية لجائزة دبي الدولية للقرآن لهذه الدورة وتقديرًا من اللجنة المنظمة للجائزة لهذه لظروف الآنية الصعبة التي تمر بها مصر الحبيبة فإن اللجنة المنظمة تعلن تأجيل التكريم إلي دورة أخري وتم اختيار الدكتور ذاكر عبدالكريم نايق. الداعية والخطيب الإسلامي الهندي. الشخصية الإسلامية للدورة السابعة عشرة للجائزة.