* يسأل فؤاد حسني عبدالسلام من الدقهلية: ما الحكمة من مشروعية الاعتكاف؟ وما دليل مشروعيته؟ ** يقول د.صبري عبدالرءوف أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: الاعتكاف معناه: الجلوس في المسجد علي صفة مخصوصة بنية الاعتكاف والحكمة يجعل الإنسان يمكث في المسجد مدة معينة يخلو فيها مع الله عز وجل ليتقرب إلي الله تبارك وتعالي بمزيد من العبادة والطاعة لعله يصل إلي الدرجات العلي حينما يترك الدنيا وما فيها حيث ينشغل حال اعتكافه بأداء صلاة الجماعة في المسجد في أيام وليالي شهر رمضان بالإضافة إلي تلاوة القرآن الكريم وحضور مجالس العلم. هذا بالإضافة إلي أن المعتكف يترك شهوته ويستعد عن ملذات الدنيا فيكون قد امتنع عن الطعام والشراب والشهوة واللغو والرفث. وبذلك يكون قد تشبه بالملائكة الكرام الذين لا يأكلون ولا يشربون ولا يشتهون الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون. الأصل أن الاعتكاف يعني أن من فعله كان له الثواب ومن تركه لا عتاب.. وقال ابن المنذر: أجمع أهل العلم علي أن الاعتكاف سنة لا يجب علي الناس فرض لأن لاعتكاف لا يكون واجباً إلا بالنذر. واستدل الفقهاء علي أن الاعتكاف لا يكون واجباً إلا بالنذر بما جاء في صحيح البخاري عن سيدنا عمر رضي الله عنه قال: عن عمر رضي الله أنه قال: يا رسول الله إني نذرت أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام فقال النبي صلي الله عليه وسلم أوف بنذرك. جاء في صحيح البخاري عن أم المؤمنين السيدة عاشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصيه فلا يعصيه ومن لم يف بنذره فكفارة كفارة يمين وكل هذه الأدلة تؤكد لنا أن الاعتكاف لا يكون واجباً إلا بالنذر أما إذا كان الإنسان قد تطوع باعتكافه فإن الاعتكاف من حقه يكون.. واستدل الفقهاء علي ذلك بأن سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم اعتكف واعتكفت زوجاته واعتكف أصحابه فدل ذلك علي أنه مشروع علي سبيل الاستحباب.