* يسأل محمد كمال من ملوي: مريض نصحه طبيب العيون باستعمال قطرة لعينه ليلا ونهارا ومذهبه مالكي والإمام مالك يحرم ذلك في نهاررمضان فهل يكون صيامه صحيحا لو استعمل القطرة نهارا؟ ** يجيب د.نصر فريد واصل مفتي الجمهورية الأسبق: المعلوم شرعا أن مبطلات الصوم ومفسداته هي التي تنقضه وتفسده ولا يصح معها الصوم ولا يقبل ولو نوي العبد الصيام مع الفعل المفسد وقصد بذلك الصيام والمخالفة معا فقد ارتكب إثما عظيما وكبيرة من الكبائر التي لا يكفرها إلا التوبة الخالصة والرجوع إلي الله تعالي بالشهادتين معترفا بالمخالفة والتقصير وطلب العفو والمغفرة والرحمة من الله تعالي مع القضاء لما أفسده التفكير عنه بالكفارات الشرعية التي أمر الله بها في كتابه الكريم وفي سنة النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم. ومبطلات الصيام المشروع ومفسداته هي: تعمد إتيان الصائم للمفطرات المنهي عنها للصائم من الطعام والشراب والجماع في نهار رمضان وغير ذلك من طلوع الفجر إلي غروب الشمس لقوله تعالي في الصيام: "وكلوا واشربوا حتي يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلي الليل.." البقرة .187 وقوله تعالي: في حل ليل الصيام دون نهاره في الطعام والشراب والنساء بين الأزواج والزوجات: "أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلي نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنك فالئن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتي يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلي الليل" البقرة .187 ومبطلات الصيام ومفسداته هذه منها ما يترتب عليها القضاء فقط ومنها ما يوجب القضاء والكفارة. وبناء علي ما سبق وفي واقعة السؤال: أولا: نفيد بأن جمهور الفقهاء المالكية والحنابلة والشافعية يرون أن وضع القطرة للعين خلال الصيام لا يفسد الصوم وإذا لم تصل إلي الجوف ولم يوجد أثرها في الحلق أما إذا وصلت إلي الحلق ووجد أثرها فيه فهي مفسدة للصوم مستدلين بما أخرجه الدارقطني والبيهقي فيما رواه ابن عباس أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "الفطر مما دخل والوضوء مما خرج" وذلك لأنه إذا وصلت القطرة إلي الحلق ووجد أثرها فيه فمعناه أنه دخل شيء من منفذ طبيعي فيفسد الصوم ويجب القضاء دون الكفارة "نيل الأوطار ج4 ص281". والحنفية يرون أن وضع القطرة بالعين أثناء الصيام لا يفسد الصوم مطلقا سواء وصلت إلي الحلق أم لم تصل وما ذهب إليه الحنفية في هذا الصدد هو الذي نميل إليه.