قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "إذا أفطر أحدكم فليفطر علي تمر فإنه بركة فإن لم يجد تمرا فالماء فإنه طهور". وقد أثبتت الأبحاث العلمية أن التمر يحتوي علي عناصر غذائية عالية الجودة ويمد الجسم بالطاقة بعد تناوله بوقت قصير جدا إذ أن السكريات الموجودة في التمر سريعة الامتصاص وخاصة للأشخاص الذين يعانون من الإصابة بالصداع والدوخة والتعب الناتج عن نقص معدلات السكر لديهم خلال فترة الصوم إذ أن السكر الموجود في التمر هو سريع الامتصاص ويرفع سكر الدم بسرعة وبما أن الجسم يفقد طاقة كبيرة خلال نهار رمضان فيحتاج الجسم إلي طعام يمده بالطاقة وهذه هي حكمة أكل التمر لإعطاء دفعة من الطاقة المباشرة للجسم. وتؤكد الدكتورة مها عصام الدين أستاذ مساعد بقسم الأغذية بحلوان علي ضرورة أن تبدأ وجبة الإفطار بعد فترة راحة طويلة للجهاز الهضمي لمدة تزيد علي 12 ساعة يفضل أن تكون وجبة الإفطار خفيفة فيفطر الصائم علي عدد من حبات التمر وماء فاتر أو عصير غير مثلج ثم نذهب للصلاة لكي تأخذ المعدة والأمعاء قسطا من الراحة وليتم تنبيهها لاستقبال جرعة أخري من الطعام. كما يجب عدم تأخير وجبة الإفطار ولإفطار شهي وصحي معا علي الجميع أن يتبع عدة إرشادات منها: البدء بطبق حساء دافيء ثم السلطة للتمهيد لباقي الوجبة التي يفضل أن تتكون من صنف واحد فقط من البروتين وليس مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأصناف المختلفة لأن ذلك سيؤدي إلي تناول كميات كبيرة من الطعام ويرهق المعدة فيصاب الصائم بعدها بالتعب والدوخة وأعراض عسر الهضم. أيضا يجب علي الصائم تناول الطعام بطريقة بطيئة وبكميات بسيطة لكي يضمن أفضل طرق للامتصاص ويجب أن تكون الوجبة الرئيسية متكاملة بحيث تشتمل علي جميع العناصر الغذائية إذ يجب أن تحتوي علي البروتينات المستمدةمن اللحوم أو الأسماك أو الدجاج أو خلطات من الحبوب والبقول والأرز أو الخبز لمصدر رئيسي للطاقة والفيتامينات والأملاح المعدنية والألياف من الخضراوات في السلطة. كما يجب الابتعاد عن الوجبات الغنية بالدهون المرتفعة لتجنب زيادة الوزن والشعور بالامتلاء وبسبب الأطعمة الفقيرة في موادها الغذائية والتي تؤدي إلي سوء الهضم. وعدم الإكثار من تناول المقبلات كالمقالي والمعجنات والحلويات لأنها غنية بالدهون والأملاح والسكريات فهذه الأطباق تعمل علي زيادة الوزن بشكل كبير كما أنها تعطي شعورا بالعطش أثناء فترات الصيام ويمكن أخذ قليل من الحلويات ولكن بعد مضي 4 ساعات علي تناول الإفطار. أيضا يجب تناول كمية من الماء أو العصير المفيد أو اللبن بين فترة الفطار والسحور وذلك لتجنب نقص السوائل وإمداد الجسم بالسوائل الضرورية ولكن يفضل الابتعاد عن تناول كميات كبيرة من السوائل قبل الصيام مباشرة أثناء السحور لأن ذلك يزيد من الشعور بالعطش أثناء الصيام. ومن أهم الأمور الواجب مراعاتها تناول الطعام ببطء وعدم الإسراع فيه حيث إن عملية تبليغ الدماغ أن المعدة امتلأت تستغرق 20 دقيقة فإذا تناولت الطعام ستشعر بالتخمة والكسل بعد الانتهاء من الإفطار. وتنصح الدكتورة مها عصام بضرورة تجنب الأطعمة والأغذية المالحة لأنها تزيد من حاجة الجسم إلي الماء والابتعاد عن الأسماك المالحة والمخللات ويفضل استبدال قطرات من الليمون بدلا من الملح علي السلطة فهي تعمل علي تعديل الطعم. تجنب البهارات والتوابل فالوجبات والأغذية المحتوية علي نسبة كبيرة من البهارات والتوابل تتطلب شرب كميات كبيرة من الماء بعد تناولها لأن هذه الأطعمة تمتص الماء أثناء تناولها من البلعوم والفم والمعدة محدثة جفافا في الجسم ومن ثم الإحساس بالعطش لذا يجب علي الصائم تجنب تناول الأطعمة الحريفة والغنية بالبهارات خاصة في وجبة السحور. كما تنصح بالتقليل من شرب المنبهات كالشاي والقهوة لاحتوائها علي الكافيين الذي يزيد من نشاط الكلي ويعزز دورها في التخلص من الماء وبالتالي فالمنبهات تزيد من عملية فقدان الماء من الجسم. ويجدر التنبيه إلي أنه لايمكن اعتبار الشاي والقهوة بديلا عن الماء لأن طبيعتها الساخنة لا تمكن الصائم من شرب كمية كبيرة منها. ويؤكد الخبراء أن البطيخ من الخضروات الصيفية المفيدة في أيام الصيام حيث يغني عن عشرات الأصناف من الخضروات واللحوم لما له من أثر ملطف علي المعدة إضافة إلي غناه بالعديد من العناصر التي تكفي حاجة الإنسان من الماء والفيتامينات والمعادن طوال اليوم خاصة في أيام الصيف الحارة. وتشير الدكتورة مها عصام الدين إلي أهمية تناول السحور حيث يمنع حدوث الإعياء والصداع أثناء النهار ويساعد الإنسان علي التخفيف من الإحساس بالجوع والعطش الشديد ويمنع الشعور بالكسل والخمول.