أعرب الطلبة الوافدون عن سعادتهم لالتحاقهم بالدراسة في الجامعات المصرية, متمنّين أن يكون انتماؤهم لمصر حقيقة واقعة وليست مجرد قول أو شعارات تُطلق, مشيرين إلي تحقق هذا إذا تم إدماجهم بشكل فاعل وإيجابي في الحياة الجامعية المصرية. وتفعيل المبادرات المصرية الداعية لاحتواء الوافدين واحتضانهم باعتبارهم ضيوف مصر "أم الدنيا". جاء ذلك خلال اللقاء الأول الذي يعقده مكتب التعاون الدولي بجامعة عين شمس بعد إنشائه بثلاثة أشهر فقط تحت رعاية د.حسين عيسي رئيس الجامعة وحرص علي حضوره المسئولون بالجامعة وعدد من ممثلي سفارات الطلبة الدارسين. افتتح اللقاء د.عاصم أبو المعاطي- مدير المكتب- بالآية الكريمة: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم" مشيرا الي أن الهدف هو جمع الطلبة الوافدين والاستماع الي شكاواهم ومقترحاتهم حتي تتوفر لهم البيئة المناسبة لتحصيل العلوم والمعارف لذلك سيتم انتخاب ممثل عن كل دولة ليكون حلقة الوصل مع المكتب وطرح اقتراحاتهم ورؤاهم مؤكدا أن مصر تحتضنهم وتبادلهم حبا بحب وخاصة أنهم قد أتوا اليها شغفا بطلب العلم والتعرف علي حضارتها. دور مصر من جانبه وصف د.محمد خالد المستشار الثقافي بسفارة فلسطين اللقاء بأنه مبادرة جيدة للتواصل بين الطلبة الوافدين والجامعة من جهة ومع السفارات التي ينتمون اليها من جهة أخري بل التواصل مع مصر ذاتها بالمعني الكبير والعالم من حولها مشيرا الي ان هذا يضيف لها الكثير ويؤكد ريادتها في نشر العلوم والثقافة لرحاب أوسع واكبر من المفاهيم الضيقة فمصر متواجدة في دائرة اكبر من دائرتها الاقليمية ودورها الذي طالما اضطلعت به علي مر العصور مطالبا بتعميم مبادرة الرئيس د. مرسي وقراره الذي يقضي بمعاملة الطالب الفلسطيني كالمصري ليشمل أيضا الفلسطيني القادم من سوريا. وأشاد حبيب هان مسئول الطلبة الصينيين في مصر بمبادرة الجامعة في عقد مثل هذا اللقاء الذي يجمع الطلبة من مختلف الجنسيات ليزيد من عمق التواصل بينهم مشيرا الي وجود 91 طالبا صينيا في كلية ألسن يدرسون اللغة العربية. طلبة سوريا وعرض ماجد شهاب رمضان- ماجستير علوم إدارية- مشاكل الطلبة السوريين منوّهاً للأوضاع المأساوية التي تمر بها بلادهم مما يزيد من صعوبة الحصول علي الأوراق الرسمية المطلوبة للالتحاق سواء بالجامعة أو إنهاء الدراسات العليا, وتمني تقليل طلبات قيدهم بالجامعة حتي يستطيعوا استكمال دراساتهم لأن السفارة السورية أيضا بها بعض العقبات في الحصول علي الأوراق مع ملاحظة عدم مسئوليتها عن النازحين جراء الأوضاع هناك. أشار ماجد الي كثرة عدد المقررات المفروضة علي الطلبة الوافدين حيث تصل الي 32 مقررا في دراسات الاقتصاد مثلا مما يمثل صعوبة علي الدارسين, مطالبا بضرورة عقد دورة مُكمّلة للطلبة السوريين لأنهم التحقوا بالدراسة متأخرين مما جعلهم يرسبون في التيرم الأول. كذلك أشار الي القرار الاستثنائي الذي حصلوا عليه من رئيس الجامعة السابق د.علاء فايز- رحمه الله- بالسماح لهم بدخول الامتحان وتأجيل دفع الرسوم لما قبل استلام النتيجة لكن وكيل كلية الحقوق رفض تنفيذه! واصفا موظفي الكلية بأنهم يسيرون علي روتين قاتل لا يوجد إلا في جامعة عين شمس, مثل الموافقات الأمنية التي تعطل الطالب عن الالتحاق بالدراسة لمدة تصل 8 أشهر ويتساءل ماجد: لماذا لا يلتحق الطالب بالدراسة وتتوقف معرفته بالنتيجة علي حصوله علي تلك الموافقات؟! كما حدث في جامعة الاسكندرية التي قرر رئيسها قبول اوراق طلبة الدراسات العليا بمجرد موافقة مجلس الكلية دون التقيد بالموافقات الأمنية؟ واقترح تخصيص موظف لشئون الطلبة الوافدين, وكذا تشكيل اتحاد للطلبة الوافدين. القرار الإنساني التقط خيط الحديث زميله محمد محمود رشيد- ممثل رابطة الطلبة السوريين بعين شمس مشيرا الي أنهم حضروا للالتحاق بالجامعات المصرية عقب قرار الرئيس د.مرسي بمعاملة الطالب السوري كالمصري تماما قائلا: تم عمل ¢مقاصّة¢ لما درسناه في جامعاتنا السورية وما يتم تدريسه في مصر وبناء عليها تم قبولنا, لكن المشكلة مثلا في تأخرنا عن دراسة التيرم الأول مما ترتب عليه دخول الامتحان دون استعداد وبالتالي فهناك 37 طالبا مثلا في صيدلة عين شمس رسب معظمهم حوالي 32 فهل يمكن استثناء هؤلاء وتطبيق ¢روح¢ القانون, وعمل لجان امتحان اخري لهم نظرا لظروفهم؟ واشتكي رشيد من تحصيل مبلغ 30 دولارا شهريا بالرغم من أن زملاءهم في جامعة القاهرة بطب بشري لا يدفعون شيئا. المشاركة الفعلية وعرض خالد منير رئيس رابطة طلبة فلسطين جانباً آخر من مشاكل الطلبة الوافدين مطالبا بحقهم في المشاركة في اتحاد الطلبة علي أساس نسبي لعددهم, وكذلك مشاركة المصريين في حق الحصول علي مكافأة التميز التي تُمنح للمتميزين ويحرم منها الوافد, ونفس الشكوي المكررة بخصوص الموافقات الأمنية وشهادات القيد والتي لا تُستخرج إلا بعد انتهاء السنة الخامسة, فكل هذا يتأخر شهرين أو ثلاثة مما يؤثر بالسلب علي نتيجة الطالب. اتفق معه زميله إبراهيم أبو حوصه بالماجستير مشيرا الي أن مشكلة الطالب "الغزاوي" تكمن في حصوله علي الموافقة الأمنية في السنة الأولي ثم تُعقّد امامه الأمور في السنة الثانية مع أن المفترض استمرار العمل بها دون تجديد حتي ينتهي من دراسته وإلا أصبح وجوده غير شرعي حال الكثيرين الآن! الخدمات الجامعية واشتكي علي صالح - يمني- من مشكلة عدم استخراج كارنيه الجامعة إلا بعد دفع الرسوم مما يحرم الطالب من الاستفادة من خدمات العلاج الصحي والمكتبة والمشاركة في عقد ورش العمل "سيمنار" مؤكدا انهم حضروا الي مصر للتعلم والاستفادة ثم العودة الي بلادهم لنقل ما تعلموه. وأعرب محمد يوسف - أمين اتحاد طلبة تشاد- عن معاناتهم في المدينة الجامعية من الإهمال وانقطاع الكهرباء وعدم النظافة وسوء الخدمة بصفة عامة. شاركه التعبير عن المأساة زميله علي عمر محمد- بالفرقة الثانية هندسة- قائلا: كنت أقول انا تشادي لكنني الآن أقول: أنا من جمهورية الوافدين! لما نعانيه من مآس فرغم تأكيد المصريين أننا مثلهم ولا فرق بيننا إلا أن الحقيقة عكس ذلك حيث نفاجأ بأننا غرباء! يستطرد قائلا: كنا ندفع مصاريف المدينة 100 جنيه مصري ثم خفضت ل 50 جنيها ثم فجأة ارتفعت الي 700 جنيه! وكلما سألنا أجابونا بأن الوضع الاقتصادي الذي تمر به مصر هو السبب فهل ينعكس الوضع علي الوافدين فقط دون المصريين؟ نحن أيضا أصحاب أسر وخاصة أن غالبيتنا يأتي بأسرته. جانب آخر يلفت النظر إليه علي عمر وهو: وجود وافدين غير ناطقين باللغة العربية فكيف لهم التفاهم باللغة العامية؟ لذلك نطلب عقد دورات لتعليم اللغة المصرية العامية حتي نستطيع التأقلم والتفاهم مع المجتمع الذي نعيش وسطه كما يطالب بالمشاركة الجادة والفعالة في كل الأنشطة الجامعية, فكيف يشعر أحدنا بالانتماء للجامعة وهو محروم من أنشطتها وخدماتها كالانتخاب والاتحاد والرعاية والرحلات وغيره؟ قدوة سيئة! وكشف الروسي نور محمد بالفرقة الثالثة ألسن عن مشكلة تأخر الأساتذة عن مواعيد محاضراتهم لأكثر من ساعة ثم عدم وجود منهج دراسي واضح المعالم والساعات وكذا تكرار وتشابه ما يقوم الأساتذة بتدريسه إضافة إلي سوء الوضع المعيشي بالمدينة الجامعية. ووصفت نجاة محمد مصباح- ليبية بكلية البنات- الطالب الوافد بأنه لا يلقي اهتماما من المسئولين بالجامعات. أما الشيخة أحمد الطيب طالبة سودانية فطالبت بحق الحصول علي "باس وورد" الدخول علي موقع الجامعة للحصول علي المواد العلمية. كما اشتكي طالب عراقي من حرمان الوافد من حقوقه داخل كلية الحقوق وطول الإجراءات والمعاملة غير اللائقة! عام "وردي" وبعد أن استمع د.علي عبد العزيز- نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا- لجميع الشكاوي أكد للطلبة الوافدين أن العام القادم بإذن الله سيشهد حل أكثر من 80% منها حتي نصل للوضع المقبول والمرضي للوافدين جميعا مشيرا الي أن معاناة المدينة الجامعية شاملة كل الطلبة بل الجمهورية بأسرها من انقطاع كهرباء وخلافه ومع ذلك فهناك اتفاق مع شركة خاصة للنظافة ستبدأ عملها العام الجديد مؤكدا أن تكلفة طالب المدينة تبلغ 750 جنيها شهريا للتغذية فقط بدون الإقامة والعمالة وغيرهما معلنا أنه سيتم تفعيل خدمة النت لإنهاء الطلبات والأوراق والاتصالات وكل ما يهم الطالب بحيث يستغني عن الحضور الي المقر وفيما يتعلق بالموافقات الأمنية ألمح د.عبد العزيز الي وجود قرار من المجلس الأعلي للجامعات بقبول الطلبة الوافدين بعد كتابة تعهّد بإحضارها لاحقا حتي يستكمل إجراءاته وأن مشكلة دفع الرسوم هي فقط في كلية الحقوق لأن موظفيها يتمسكون بنص اللوائح والقوانين وهناك مساع معهم لعدم التدقيق الزائد والعمل بروح القانون وليس نصه. واكد د. عبد العزيز أن مجلس الجامعة يحرص علي إفادة الطلبة الوافدين من كل اتفاقية أو تعاون مثل الموقعة بين البلدين مصر واليمن - وليس الجامعات- وتقضي بتخفيض الرسوم 30% وكذلك تم الاتفاق علي توحيد مواعيد التقدم للدراسات العليا وكل الكليات مشيرا الي وجود صندوق شكاوي يمكن لكل طالب التقدم بشكواه دون التوقيع عليها ونحن نبحثها ونعمل علي إزالتها فورا معلنا عن دخول كل الكليات في نظام الجودة وهذا يفرض عدد ساعات معينة للتدريس والمنهج بما يخدم الطالب. ونصح د.عبد العزيز الطلبة المهددين بالرسوب أن يجتهدوا ويجدوا للنجاح بتفوق في التيرم الثاني فهذا هو ضمانهم الوحيد لعدم الرسوب.