أن يصبح الرجل متسلطا علي المرأة يفرض إرادته عليها فهذا شيء طبيعي في مجتمعنا الشرقي الذي يتميز بعادات وتقاليد وقيم موروثة باعتباره قائدا لسفينة الأسرة يتفرد بدرايته لأمور القيادة وهو الذي يوفر الوقود اللازم لإبحار هذه السفينة كما أنه هو المنوط أصلا بتوفير كسرة الخبز وكوب الماء والملابس ومصروفات العلاج والتداوي ونفقات التعليم وغيره لأفراد الأسرة أو ركاب السفينة وهي تبحر في بحر الحياة أما الشيء غير الطبيعي فهو أن تتحول المرأة إلي زوجة متمردة تمزق بعضا من جوانب عباءة الزوج فتصبح متسلطة تعتد برأيها ويرتفع صوتها وصياحها وتفرض هي قرارها علي الزوج حتي لو كان غير صائب فيتنازل الزوج الطيب عن رأيه لفرمان الزوجة حتي لا تتفسخ أركان الأسرة وتشتعل النيران في جنباتها وينهار المعبد علي كل من فيه. فما هو تسلط المرأة وما أسبابه وما نتائجه علي الأسرة؟ وماذا لو كان الرجل متسلطا؟ دكتور عثمان عبدالقادر الأستاذ بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية بقنا يعرف تسلط المرأة بأنه تنازل الرجل لزوجته باتخاذ كل القرارات الهامة التي تخص شئون الأسرة وعن الأسباب التي تؤدي إلي جبروت المرأة وتسلطها وقدرتها علي فرض إرادتها علي الزوج يري أن المرأة المتسلطة تكون قد اكتسبت كل أدوات التسلط من البيئة التي عاشت فيها فهي تكتسب صفة التسلط غالبا من الأم أو تكون ولدت نتيجة أنها جابهت رياح الحياة بمفردها فدافعت عن ميراث وصل إليها من الأب أو الأم أو التحقت بعمل في السوق يجعلها تواجه مشكلات مع الزبائن والعملاء فتتمرس علي القوة والشجاعة والدفاع عن مصالحها حتي لا تصبح لقمة سائغة لغيرها.. المال والجمال قد يكونان من الأسباب الهامة التي تؤدي إلي تسلط المرأة فإذا كانت ثرية تمتلك مالا وعقارا يتفوق علي ما لدي الزوج أصبحت سيدة متسلطة يسلم لها الزوج غرفة القيادة قهرا أو طمعا في الحصول علي رضاها وصدق رسول الله صلي الله عليه وسلم حين قال "لا تتزوجوهن لمالهن فعسي ما لهن أن يطغيهن ولا تتزوجوهن لجمالهن فعسي جمالهن أن يرديهن" وإضافة إلي المال يأتي جمال المرأة سببا في تسلطها علي الزوج خاصة إذا كان الرجل يبدو ضعيفا أمام جمال الزوجة فضعف شخصية الزوج يعد سببا مؤثرا في تشكيل طبيعة التسلط عند المرأة كذلك التعليم ربما في أحوال كثيرة يؤدي إلي تسلط المرأة خاصة إذا كانت المرأة قد حصلت علي قسط أكبر مما حصله الزوج فتتجادل مع الزوج وتعانده وتفرض رأيها أما إذا كانت المرأة أقل حظا في التعليم من الزوج فهي غالبا تحترم الزوج ولا تقاطعه في الحديث أمام الآخرين وتعلي من شأنه وتحاول بكل الطرق الحصول علي رضاه. شخصية الرجل دكتور محمد حسين القوصي أستاذ علم الاجتماع بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية بكفرصقر محافظة الشرقية يري أن ضعف شخصية الرجل بصفة عامة أمام أهله وأولاده يجعل المرأة تكشر عن أنيابها للدفاع عن مصالح الأسرة كما أن كثيرا من السيدات ينشأن وفيهن كل أدوات القيادة والإدارة من الصغر منذ مرحلة الحضانة حتي التعليم الجامعي ولا تستطيع التخلي عن هذه الصفات لزوجها أو أحد أفراد الأسرة ومن الأفضل أن تكون خيوط إدارة المنزل في يد الزوج وبقليل من الحزم في بداية الأمر أو الزواج مع احترام المرأة لقوامة الرجل وخضوعها له تعيش الأسرة في أمان. الشعور بالقهر وعن أثر التسلط من المرأة أو الرجل علي حد سواء علي الأسرة يقول الدكتور محمد سعيد أبوزيد استشاري الأمراض النفسية بقوص وقنا: بعض السيدات يلجأن إلي الكذب هروبا من تسلط الزوج وعنفه مما يؤدي إلي تفشي مرض الكذب بين أفراد الأسرة الشيء الذي قد يعصف بكيان الأسرة.. شعور الزوجة غير المتعلمة أو نصف المتعلمة بالقهر والسلبية والكراهية ومع السيدة التي تنال حظا أوفر في التعليم يتحول القهر والسلبية إلي مأساة للزوجة وينعكس ذلك علي أفراد الأسرة.. إرباك المرأة وتوترها وشعورها بالقلق الدائم لعدم قدرتها علي القطع يقينا بشكل التصرف الذي يعجب الزوج فتفعل أشياء علي غير إرادتها لتلافي عنف الزوج وخوفا من ثورته وغضبه أو إهانتها خاصة أمام الأولاد أما إذا كانت المرأة هي المتسلطة فذلك يسلب رجولة الزوج واحترامه لنفسه ويفتقد الأبناء القدوة في أبيهم المثل الأعلي لهم ومصدر حمايتهم وعنوان الأسرة.