أكد مصدر مطلع بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر أن المجمع لم يقدم بلاغاً ضد الكاتب والمفكر يوسف زيدان صاحب كتاب اللاهوت الديني كما يروج البعض وكل ما حدث أن عدداً من المحامين تقدموا للمجمع بنسخة من كتابه اللاهوت العربي وأصول العنف الديني للحصول علي الحكم الشرعي فيه وأثناء ذلك تقدم المحامون بشكوي للنائب العام ضد الكتاب ومؤلفه فقامت النيابة بتحويل الكتاب للمجمع وبعد أن تمت دراسته بصورة وافية أصدر المجمع تقريره حول الكتاب وتم إرسال نسخة من التقرير للنيابة العامة وفقاً لطلبها ولم يقم بتقديم بلاغ ضد الكاتب ولكن العلماء الذين قاموا بدراسة الكتاب قالوا رأيهم فحسب في شكل التقرير الصادر من المجمع حيث قام المحامون الذين تقدموا بنسخة الكتاب للمجمع بتقديم بلاغ لنيابة أمن الدولة ضد الكاتب يوسف زيدان مستندين في ذلك إلي تقرير مجمع البحوث الإسلامية وهذا أمر لا يخص الأزهر الذي انحصر دوره في إصدار الرؤية الشرعية للكتاب. وكشف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه أن تقرير الكتاب صدر عن المجمع منذ فترة طويلة وقد وجد المجمع فيه ثلاثين مخالفة شرعية صريحة ناهيك عن الإشارات والإيماءات غير المباشرة التي تتعلق بالدين الإسلامي والمسيحي علي حد السواء ولهذا رأي تقرير المجمع أن ترويج مثل هذا العمل الأدبي أو الفكري من الممكن أن يقود لفتنة دينية في المجتمع وتشويه متعمد للدين الإسلامي في أكثر من موضع داخل الكتاب. نفي المصدر ما تردد أن المجمع طالب بمحاكمة الكاتب يوسف وفق المادة التي تمت بها محاكمة أقباط المهجر علي صناعتهم الفيلم المسيء لأن المجمع ليس جهة قضائية.. نحن فقط أصدرنا تقريراً شرعياً وليس قانونياً. من جانبه قال الدكتور عبدالفتاح الشيخ رئيس لجنة البحوث الفقهية بمجمع البحوث الإسلامية إننا لا نعطي رأياً في أي من المواد التي تعرض علينا إلا بعد قراءة متأنية لكل أحكام الشريعة الإسلامية فإذا كان هناك من يتهم لجنة البحوث الفقهية بقتل الإبداع فإنهم بذلك يتهمون الإسلام أيضاً وهذا أمر يخالف الحقيقة تماماً والذين يدعون أن الإسلام قيد حرية التعبير أو الإبداع أو حجمها لا يستطيعون أن يدللوا علي دعواهم بمثال واحد فلا يستطيع أحد أن يذكر أن هناك كتاباً تم حرقه علي يد المسلمين أو أن هناك مفكراً أو عالماً أو مبدعاً تمت إدانته فأين الحجر علي العقول وأين القيود التي فرضها الإسلام وإذا كانت حرية الإنسان في اختيار دينه مكفولة بنص القرآن الكريم حيث قال الله تعالي: "لكم دينكم ولي دين" فكيف يطلق الإسلام أهم الحريات وهي حرية الاعتقاد ويقيد حرية الإبداع أو حرية الرأي والفكر لكن هذا لا يعني أن نترك الأمر هكذا فقد حرص الإسلام علي وضع ضوابط لتنظيم وحماية حرية الرأي والإبداع من الأهواء التي قد تضر بالإنسان فحرية الإبداع الإنساني في الإسلام مكفولة بلا شروط إلا أن يكون هذا الإبداع لصالح الإنسان وخطوة من خطوات رقيه وتطوره ولهذا فالتاريخ الإسلامي يوضح لنا كيف أبدع المسلم علوماً وفنوناً وفلسفات ولم يبدع أسلحة تدمر وتخرب ولم تقدم الحضارة الإسلامية ما قدمته الحضارات الأخري من ألوان المتع الرخيصة التي تهبط بالإنسان من مسكرات ومخدرات وجنس وكل ألوان المغيبات وغيرها مما يعطل مسيرة الإنسان نحو التطور والارتقاء بل قدمت لنا الحضارة الإسلامية إبداعاً خلاقاً نافعاً من علوم مزدهرة وفكر راق. ويهمني هنا قول الشيخ طالما أنت أثرت موضوع لجنة البحوث الفقهية وحرية الإبداع أن أشير إلي أن الأزهر ليس جهة مصادرة نحن نناقش ما يعرض علينا ونخضعه لأحكام الشريعة وفي النهاية ندلو برأينا بإجماع سواء بتوافق المادة المقدمة لنا مع أحكام الشريعة من عدمه ولابد هنا أن نشير إلي أنه ليس مطلوباً منا مخالفة الشريعة حتي يرضي عنا العلمانيون الذين يريدون هدم قيم الإسلام وتشريعاته.