أستكمالاً لما بدأته العدد الماضي فقد كان عثمان بن عفان ذو النورين. وأحد المبشرين بالجنة ضعيفاً فوق ضعفه سييء التصرف في إدارته للدولة الإسلامية فكان أول من أرسي مبدأ هيمنة العصبية والعشيرة. أساء التصرف في تعيين الولاة وأنفاق الأموال الكثيرة لمشيئة بني أمية في الوقت الذي كان بنو هاشم "فرع رسول الله صلي الله عليه وسلم" يرون في وجود بني أمية بالحكم مانعاً لهم في الوصول لذلك أتفقوا جميعاً علي محاربة بني أمية وخلع عثمان من الحكم والذي جاء بالبيعة النزيهة ومع ذلك لم يتفق بنو هاشم علي من سيخلف عثمان. كان عثمان بن عفان من الناحية العملية يمثل بني أمية في الخلافة الإسلامية أو بمعني أصح مندوب بني أمية في خلافة المسلمين. وهذه الجملة يجب أن نقف عندها طويلاً ونحن نقرأ نظام الحكم الحالي في مصر خاصة إذا أدركنا كما تحدثت كتب التاريخ أن الزعيم الحقيقي لبني أمية كان هو معاوية بن أبوسفيان والي الشام منذ عهد عمرو بن الخطاب رضي الله عنه. أما مروان بن الحكم فكان شيخ بني أمية وكان كاتباً لعثمان بن عفان. وكان مروان لا يخرج عن رأي معاوية في أي شيء من أمور الدولة والحكم وأحاط معاوية ومروان بعثمان وإنجاز القول فأنهما كانا المحركين الفعليين للدولة والخلافة. والرأي الذي يأخذه عثمان لا يخرج عما يراه الاثنان. فمعاوية يشير لمروان. ومروان يوجه عثمان. ومع هذا الوضع السياس "ولا أقول الديني" كان من الطبيعي أن يستولي رجال بني أمية علي جميع مفاصل الدولة فكثر بنو أمية في المناصب. وأضرب علي ذلك عدة أمثلة: في أوائل سنة 24 هجرية وأواخر سنة 644 ميلادية عزل عثمان بن عفان المغير بن شعبة عن الكوفة. وولي مكانه سعد بن أبي وقاص. ثم عزل سعداً وولي مكانه الوليد بن عقبة أخاه من أمه "أنظروا هنا تعيين الأهل والعشيرة وأهل الثقة لا أهل الخبرة والحكمة والدليل علي ذلك أن هذا الوليد بن عقبة صلي ذات مرة صلاة الصبح وهو سكران ومع انتشار الفضيحة والضغط الشعبي عزله عثمان وولي مكانه سعيد بن العاص وكان شاباً لا تجارب له في السياسة والحديث يطول في تعيين الأهل والعشيرة وأهل الثقة وأستبعاد أهل الخبرة وآل النبي صلي الله عليه وسلم والحديث في هذه النقطة شرحه يطول نستكمله في العدد القادم إن كانا لنا عمر.