بعد أن يصدر القرار الجمهوري بتعيين الدكتور شوقي إبراهيم.. مفتيا للديار المصرية خلفا للعالم الفاضل الدكتور علي جمعة.. يكون د.شوقي.. هو رقم 19 في تاريح دار الإفتاء التي انشئت عام 1895 ميلادية حيث كان أول مفتي لها هو الشيخ حسونة النواوي الذي تولي أمر الافتاء في عام 1313 ه الموافق 21 نوفمبر عام 1895 ميلادية وبلغ عدد الفتاوي التي صدرت عنه 288 فتوي في ثلاث سنوات هي مدة توليه لدار الافتاء. من المعروف ان د. علي جمعة تولي المنصب ليكون المفتي رقم 18 لمصر لمدة 8 سنوات وصدرت عنه 17526 فتوي حتي الآن. طوال هذه المدة التي تقلد فيها د. علي جمعة منصب الإفتاء أشهد بأنه جاهد في الحق وأيده الله كما أيد هو دين الله. ونصره كما نصر سنة نبيه محمد صلي الله عليه وسلم ولا أدل علي ذلك من خوضه العديد من المعارك وتعرضه لكثير من الأزمات والحروب التي كانت تهدف للنيل من دار الافتاء وخرج منها منتصرا بإذن الله.. لذلك أري أنه لزاما علينا أن نشكره علي ما قدم لخدمة الإسلام والمسلمين. ففي عهده خرجت دار الافتاء للنور وأعاد للمنصب هيبته ووقاره وفي عهده عرف القاصي والداني ما هي دار الافتاء المصرية. وأري أنه من الواجب علينا أيضا ان ننصح المفتي الجديد بأن يبدأ من حيث انتهي سابقه وأن يكون دوره دينيا وليس سياسيا وأن يجعل أخطاء سابقه أمام عينيه وأن يكون ذا رؤية ثاقبة للقضايا الدينية المختلفة مرنا في فتاواه مراعيا لمتطلبات العصر دون المساس بالثوابت الدينية وأن يجتهد قدر الإمكان في تجديد الفقه الإسلامي محاربا للفتاوي الضالة المضللة من بعض المدعين الذين يسيئون للدين وممن يصرخون في فضائيات الفتنة بفتاواهم العشوائية التي تنفر الناس من الدين الإسلامي السمح. يبقي أن نشير الي بعض الدلالات الهامة في اختيار لجنة كبار العلماء بالأزهرالشريف للدكتور شوقي ابراهيم مفتيا للجمهورية بالانتخاب وبشفافية تامة وبمعايير موضوعية بعيدا عن اختيارات السلطة الحاكمة كما كان يحدث من قبل.. وهذا في نظري إعادته اعتبار للأزهر الشريف الذي كان رأيه استشاريا فقط وإعادة لمكانته العلمية الرفيعة ودوره الديني والوطني الرائد لخدمة مصر والإسلام والمسلمين. *** * وختاما: قال شاعر: الرأي كالليل مسود جوانبه والليل لا ينجلي إلا بإصباح فاضمم مصابيح آراء الرجال الي مصباح عقلك تزدد ضوء مصباح