أغضبتني كثيرا الفتوي القاتلة التي أصدرها منذ أيام الدكتور محمود شعبان الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف والتي أجاز وأباح وأهدر فيها دم المعارضين السياسيين اعتراضا علي عمليات التخريب والحرق والتدمير للمتلكات العامة من قبل بعض المتظاهرين الذين ينتمون إلي بعض التيارات السياسية وخاصة جبهة الإنقاذ الوطني وجماعة البلاك بلوك! هذه الفتاوي القاتلة المتطرفة والتي صدرت من إنسان من المفترض أنه عالم متخصص أساءت وأضرت بالإسلام وسماحته وبالأزهر الشريف وعلمائه الأجلاء لأنها تدعو للكراهية والفتنة والعنف والهجوم علي القوي السياسية تحت ستار الدين وهي بعيدة كل البعد عن تعاليم الإسلام الحنيفة ومخالفة للعلم الشرعي لأنه لا يجوز قتل النفس المؤمنة إلا بالحق إمتثالا لقول الله تعالي :¢ ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون¢. ومع رفضي بشدة لما يقوم به بعض المتظاهرين من بلطجة وتخريب وحرق وقطع طرق وتدمير للمنشآت والهجوم علي مقر الرئاسة بقصر الإتحادية للأسبوع الثاني وهو رمز لمصر أمام العالم وهي أمور ليست لها علاقة بالعمل السياسي وفساد في الأرض إلا أنني لا أري في ذلك مبررا لإصدار فتوي لقتل هؤلاء المخربين ولكن هناك طرقاً أخري قانونية يمكن من خلالها التعامل مع مثل هؤلاء الخارجين علي القانون مثل اعتقالهم والتحقيق معهم وتقديمهم إلي العدالة وهذا المسلك الطبيعي. فإذا كنا قد أدنا واستنكرنا سحل مواطن أمام قصر الاتحادية بالرغم من الغموض الذي صاحب هذه الواقعة علي من حرضه علي خلع ملابسه واختلاق هذه الحادثة لإثارة الرأي العام حفاظا علي كرامة الإنسان كما قال تعالي :¢ ولقد كرمنا بني أدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم علي كثير ممن خلقنا تفضيلا¢ فكيف نقبل أن تصدر فتوي لقتل الناس لمجرد معارضتهم للنظام وهو الحق الذي قامت عليه ثورة 25 يناير العظيمة؟! يجب التوقف فورا عن نزيف الفتاوي غير الشرعية حتي يتم وأد الفتن التي يمكن أن تشتعل في مصر وتشوه صورة الإسلام والمسلمين في العالم وتفتح باب الفرقة ويجب علي كل مسلم أن يتفقه في دينه قبل أن يفتي الناس وأن يكون عليما بما يقول ولذلك كان صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم يتخوفون من الفتوي لعلمهم بالمسئولية الكبيرة والخطيرة التي تقع علي عاتق المفتي بالرغم من منزلتهم العلمية التي كانوا يتمتعون بها وشدة ورعهم لقوله ? صلي الله عليه وسلم - :¢ أجرؤكم علي الفتيا أجرؤكم علي النار ¢ فإذا كان هو حال أصحاب رسول الله ? صلي الله عليه وسلم ? فما بالنا بهؤلاء الذين خرجوا علينا بفتاوي ما أنزل الله بها من سلطان ويدعون العلم وما هم بعلماء وفتاواهم تثير الفتن. ونحن في انتظار موقف شجاع وجريء من الأزهر الشريف واجراءات صارمة مع صاحب هذه الفتوي المغرضة حتي لا تتكرر في المستقبل.