* يسأل . مصطفي . م . أ . تاجر جملة بالبحر الأحمر يقول فيه: سمعت من أحد الخطباء وهو يتكلم عن البيع والشراء وأحكامه أن البيع بالمزاد العلني حرام. وأنا أحياناً أبيع وأشترك في المزادات. فسألت خطيباً آخر فقال: هو حلال فما الرأي الصحيح؟. ** يقول الشيخ عادل عبدالمنعم أبو العباس عضو لجنة الفتوي بالأزهر: لا يجوز لأحد أن يقول للناس هذا حلال وهذا حرام إلا إذا كان عالماً بالحكم وإلا وجب عليه أن يقول عندما يسأل الله أعلم وقد شدد الله النكير علي كل من يفتي بغير علم فقال تعالي:"ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا علي الله الكذب إن الذين يفترون علي الله الكذب لا يفلحون". وقد حذر رسول الله صلي الله عليه وسلم من يفعل هذا بقوله: "أجرؤكم علي الفتيا أجرؤكم علي النار". ونقول للأخ السائل الذي يعمل في مجال التجارة إن البيع بالمزاد حلال. وقد زايد النبي صلي الله عليه وسلم حينما جاءه الرجل سائلاً فقال له أما عندك شيء فقال: لا. ليس عندي إلا حلس وقعب فقال له صلي الله عليه وسلم ائتني بهما. فأتاه الرجل بهما فقال صلي الله عليه وسلم: من يشتري هذين. فقال أحد الصحابة أنا آخذهما بدرهم. فقال صلي الله عليه وسلم: من يزيد. فقال صحابي آخر أنا آخذهما بدرهمين فباعهما فقال صلي الله عليه وسلم للرجل خذ هذا الدرهم واشتري به قدوماً. وخذ الآخر واشتري به طعاماً لأهلك. ثم أمره أن يحتطب. وقال: "لأن يحمل أحدكم حبله فيحتطب خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه". فكل بيع حلال إلا ما نهي عنه الشارع. ولم يرد نص في النهي عن البيع بالمزاد. ولكن نهي رسول الله صلي الله عليه وسلم عن "النجش" وهو الزيادة في ثمن السلعة من غير نية الشراء بقصد رفع ثمنها. وهذا كثير ما يحدث في البيع بالمزاد وهو المنهي عنه لقوله صلي الله عليه وسلم "ولا تناجشوا" فمادام لا يوجد نجش ولا غش فالبيع بالمزاد العلني حلال والله أعلي وأعلم.