الأصل الأصيل في البنيان الاجتماعي وحدة الصف وتماسك المجتمع وعدم الفرقة إلي عصبيات وطائفية. قال الله عز وجل "إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء" الآية 159 من سورة الأنعام وأخرج الشيخان البخاري ومسلم بسندهما عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: كان الناس يسألون رسول الله صلي الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت: يا رسول الله صلي الله عليه وسلم إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم وفيه دخن. قلت: وما دخنه؟ قال: قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر قلت: فهل بعد ذلك الخير من الشر؟ قال: نعم "دعاة علي أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها. قلت يا رسول الله صلي الله عليه وسلم صفهم لنا. قال: هم من بني جلدتنا ويتكلمون بلساننا قلت فما تأمرني ان أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتي يدركك الموت وأنت علي ذلك" أ.ه وفي رواية "سيخرج في أواخر الزمان حداث الأسنان سفهاء الأحلام.. يقولون من قول خير البرية يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية" الحديث. يستفاد مما سبق تحريم تفرق المجتمع إلي فرق مهما كانت المبررات فالفرقة مفسدة ودفعها مقدم علي أي مصلحة والحق مع السواد الأعظم فقد قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه "عليك بالجماعة فإن الله لم يكن ليجمع أمة محمد علي ضلالة" والمراد بالجماعة أيضا أهل العلم لأن الله عز وجل جعلهم حجة علي الخلق والناس تبع لهم في أمر الدين وفيه انه إذا افترق الناس أحزابا فلا يتبع أحدا في الفرقة ويعتزل الجميع خشية من الوقوع في الشر والتعبير بالعض علي أصل شجرة مشعر بالصبر علي تحمل الشدائد واللزوم للمأمور والاجتناب للمحظور. لعل هذه التذكرة داعية للتبصر في العواقب وتنزيلها علي الواقع والحال لمن كان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد.