قال الدكتور بكر زكي عوض عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر في تصريح خاص ل"عقيدتي" أقسم بالله العظيم لو جاءني قرار بالإفتاء ما استلمته. فالخوف من الله يمنع الإنسان من الإقدام علي مواقع قد تكون سبيلاً لهلاكه. والكراسي لا تغني عن أصحابها بين يدي الله يوم القيامة وخير مقصد ينبغي أن يحرص عليه الإنسان هو ما ورد في خاتمة سور القمر حيث يقول الله عزوجل: "إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر".. فهذا هو الكرسي الذي ينبغي أن نجعله نصب أعيننا. أضاف د.بكر: الكراسي في كثير من الاحيان تذل الجالسين عليها. وكم من أناس كانوا قامات فلما جلسوا علي الكراسي وعشقوها صاروا أقزاماً. كم من أناس كانوا أقزاماً فلما جلسوا علي الكراسي رفعتهم إلي أعلي فلما ارتفعوا هوت من تحتهم فنكسوا علي رؤوسهم. أشار د.بكر إلي أن من أراد أن يحيا عزيزاً مكرماً عليه أن يجرد قلبه من أمرين أولهما التعلق بالكراسي والثاني المتعلق بالمال إلي حد العبادة حتي لا يصبح الإنسان عبداً لهذه الأمور أخذاً بقول النبي صلي الله عليه وسلم: "تعس عبد الدينار وعبد الدرهم ........ إلي آخر الحديث". استنكر الفتوي التي صدرت من الدكتور محمود شعبان أستاذ مساعد البلاغة بجامعة الأزهر والتي أباح بها دم قيادات جبهة الانقاذ مؤكداً أنها مخالفة لكتاب الله وسنة نبيه صلي الله عليه وسلم وفقه الدعوة والسياسة مشيراً إلي أن مخالفتها لكتاب الله تنبع من أن القرآن الكريم حرم الدماء عامة ودم المسلمين بخاصة ورتب علي ازهاق أرواح المؤمنين عقوبات دنيوية وأخروية حيث قال تعالي: "ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً" فهذه هي العقوبة الأخروية.. أمام العقوبة الدنيوية فهي القصاص. أضاف: لقد تعذر علي قائل هذه الفتوي التمييز بين حد الحرابة وبين عقوبة البغاة حيث طلب بتطبيق حد الحرابة عليهم أخذاً من ظاهر الآية: "ويسعون في الأرض فساداً" وما دري أن الحرابة إنما يتصف بها من حمل السيف فرداً كان أو جماعة ليأخذ المال أو يقتل أو يروع وأن ينوي القتل وأخذ المال. أوضح أنه لا ينطبق علي رموز جبهة الانقاذ وصف البغاة لأنهم لم يحملوا السلاح ولم يخرجوا شاهرين سيوفهم يقاتلون رئيس الدولة.. كما أن مطالبهم لا تعدوا أن تكون نقداً أو نصحاً والنقد لا يستوجب العقوبة والنصح يستوجب الشكر. أكد د. بكر علي أن طرح مثل هذه الفتاوي أكبر دليل علي الجهل بفقه الدعوة وترتيب الأولويات كما أنها جهل بالفقه السياسي لأن مثل هذه الفتاوي قد تسببت في إهدار أرواح كثيرين بدءا بالسادات وغيره كثيرون.. لهذا يتحمل صاحب هذه الفتوي المسئولية عن أي دم يراق ولو أن كل مخالف أهدرنا دمه لقتل بعضنا بعضاً. جدير بالذكر أن هذه التصريحات جاءت قبل ساعات من اجراء قرعة اختيار المفتي الجديد.