أكد عمداء كليات الشريعة بجامعة الأزهر بالقاهرة أن ما وصلهم من خطابات تهديد وتكفير ووعيد ووجوب الاستتابة بتوقيعات سلفية .. ما هو إلا عبث لا أصل له ومحاولة الوقيعة بين الازهر وجماعة الدعوة السلفية.. ورفضوا كل حرف ورد بهذه الخطابات ومجددين العزم علي مواصلة التصدي للعابثين بالدعوة ..واكدوا ثقتهم في طلابهم أبناء الأزهر الشريف من كافة الطوائف والجماعات قال الدكتور رمضان هتيمي عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الازهر بالقاهرة : لقد تلقيت هذا الخطاب بتوقيع جماعة الدعوة السلفية وهو يكفرنا جميعا نحن عمداء الكليات الشرعية بجامعة الازهر ويطالبنا بالاستتابة والعودة الي رشدنا وترك المذهب الأشعري ..لكننا في حقيقة الأمر تجاهلنا هذا الخطاب ولم نعره أدني اهتمام بلطجة فكرية ووافقه الرأي الدكتور فتحي عثمان وكيل كلية الشريعة والقانون قائلا : 99 % من مضمون هذا الخطاب عقائدي وهو مضمون الدعوة السلفية المتشددة وقد جاءنا في مظروف مغلق مجهول المصدر وغير معروف مكتب البريد الذي بعث منه وقد سمعت بنفسي نفي الدعوة السلفية أي صلة لها بهذا الخطاب علي لسان المهندس عبد المنعم الشحات المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية في الاسكندرية وهاجم من وراء هذا العمل بشدة في أحد برامج التوك شو علي احدي الفضائيات ووصف الدكتور فتح عثمان ما يحدث نوع من البلطجة الفكرية التي ظهرت علي الساحة عقب الثورة لكنه في ذات الوقت لم يبد انزعاجه من هذا لأن هذا حال الثورات وما يحدث شيء طبيعي لن يستمر طويلا وستعود الامور لطبيعتها وللأسف المناخ الذي نعيش فيه اليوم يسمح بخروج مثل هذه الأفكار التكفيرية البعيدة تماما عن صحيح الدين وهذا إن دل علي شيء يدل علي الجهل المركب المتأصل في هؤلاء وفي فكرهم وأكد أنه لا خوف علي طلبة الأزهر من اندساس أصحاب هذا الفكر المتطرف بينهم .فأبنائنا محصنون بفضل الله تعالي وبفضل عودة دراسة كتب التراث التي تثقل الطالب وتنمي وعيه وتساعده علي فهم كل ما يدور حوله وعدم التأثر بهؤلاء ..كما أن طلبة الازهر المنتمين للإخوان المسلمين والسلفيين طلبة معتدلون لم يصدر منهم اي فكر متطرف أو سلوك خاطئ .فنحن نتحاور معهم دائما لنطمئن علي عقيدتهم وأفكارهم . والحمد لله هم بخير ولا قلق عليهم اطلاقا لأن الازهر هو رمانة الميزان لن يختل اتزانه ولن يتأثر بمثل هذه الأفكار المتطرفة وتلك الخرافات .وقد شبه مصر بالأم التي انجبت أبناء كثرا منهم الصالح والطالح وما علينا إلا تقويم المعوجپ وارشاده للطريق الصحيح وانهي الدكتور فتحي عثمان قائلا : هذه الواقعة لا تخرج عن كونها زوبعة يفتعلها هؤلاء للفت الأنظار اليهم ..لذا ينبغي علينا تبصير الناس بأمور دينهم وتكثيف جهود الدعوة الصحيحة لتعريف الناس بحقائق الأشياء لمواجهة هذا الفكر المتطرف . ولابد ان يدرك من ارسلوا تلك الرسائل المجهولة المصدر ان الازهريين لم يستشعروا أي خطر علي عقيدتهم لأن الازهر في مجمله مبني علي الدين الوسطي فهو بمثابة الجبال الشامخة والاصول الثابتة التي لن تتأثر بهذه الزوابع التي لا تريد سوي تعكير صفو المجتمع ولهذا فإن الخوف ليس علي الأزهر وعلمائه ورجاله وأبنائه انما الخوف علي عامة الناس أن يصل اليهم هؤلاء ويبثوا سمومهم في وجدانهم وهذا هو الدور الحقيقي لعلماء الازهر أن يتصدوا لهؤلاء ويحصنوا الناس بهم ويعرفوهم بحقيقتهم حتي لا ينجرفوا وراءهم ويكتسبوا أفكارهم الهدف الوقيعة عبرپ الدكتور بكر زكي عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة عن اعتراضه علي مضمون تلك الخطابات قائلاپ :مضمون هذه الخطابات هو جوهر اعتقاد الإخوة السلفيين ولا اشكالية لدينا في ذلك ..لكن تحريك هذه الخطابات في هذا الوقت تجد له أكثر من احتمال من وجهة نظري أولها :محاولة احداث وقيعة بين الأزهر الشريف والدعوة السلفية .وثانيها :قيام تيارات أخري بهذا العمل من أجل تشويه الدعوة السلفية بنسب هذه الخطابات لها .وثالثها :احتمال أن يكون قد قام بهذا العمل الناشئة من أبناء التيار السلفي دون إذن شيوخهم أو الرجوع لقاداتهم .پپ وأوضح الدكتور ذكي بكر أنپ كل هذه الاحتمالات قائمة وقابلة للنقاش لكنها في واقع الامر لا تمثل اية خطورة علي الأزهر وتحديدا علي كلية أصول الدين .لان الكلية تقوم بتدريس جميع التيارات الدعوية في مادة واحدة تسمي "الدعوة في العصر الحديث"وهذه المادة تتطرق لدعوة الاخوان المسلمين ودعوة أنصار السنة وجماعة التبليغ وكذلك الدعوة السلفية ويقوم بتدريسها كبار أساتذة الكلية بطريقة موضوعية وتحليلية تظهر ما لهذه التيارات وما عليها لتبصير الطلاب بحقائق الأمور وأشار الدكتور بكر زكي عوض الي أن جوانب العقيدة لا خلاف عليها بين سائر التيارات الدعوية إلا في أمور عابرة أو عارضة لا يتوقف عليها صحيح الدين ومن هذه الأمور العابرة :الادعاء بأن الرؤية لا تكون إلا بصرية واطلاق اللحي والصلاة في مساجد الأضرحة وهذا الأمور لا تتعارض وصحيح الدين فالصلاة واحدة وكذلك الصوم وباقي أركان الاسلام وأكد عميد اصول الدين أن هذه الخطابات لا تمثل أي تهديد أو خوف فهي من الأمور العابرة التي يصادفها العلماء في مسيرة الدعوة وتصحيح المفاهيم دون أن يصل الأمر لحد المناظرة وان كنا لا نمانع من عقد المناظرات معپ أصحاب هذه الدعوات والمعرفة في الازهر كالشمس في وضح النهار وكل محاولة لحجبها ستبوء بالفشل ولا يمكن لأي فصيل مهما قويت شوكته من السيطرة علي الأزهر لأنهپ أكبر من كل هؤلاء لهذا فإننا نتعامل مع هذه الامور من منطلق الآية الكريمة التي تقول : "واذا مروا باللغو مروا كراما " پ وينهي الدكتور بكر ذكي عوض كلامه مؤكدا أنپ الأزهر بطبيعته يعرض عن خطاب الجاهلين لكنه في ذات الوقت يوحد ولا يفرق ويؤلف ولا يمزق ولكني أتساءل والكلام للدكتور بكر ذكي -: كيف يدعي أزهري الي تصحيح عقيدته ويعتقد بكفر أبوي النبي وأنهما في النار ؟! بعض الكليات اللافت للنظر أن هذه الرسائل قد اقتصرت علي عمداء الكليات الشرعية بالدراسة ولم تصل لكليتي الدراسات الاسلامية والدعوة الاسلامية حيث نفي الدكتور صابر طه عميد كلية الدعوة والدكتور محمد مختار جمعة عميد دراسات اسلامية بنين القاهرة وصول أي رسالة اليهم من قبل الدعوة السلفية وأضافوا :أنه في حال وصول هذه الرسالة اليهم سيقوموا بالرد عليها بطريقة علمية ومنطقية وسيفندوا مضمونها بالحجة والدليل