ذكرت صحيفة تايم الأمريكية أن ما عايشه الجيش خلال الخمس عشرة أشهر التالية للثورة، رسخ لديه درساًبأن حكم مصر في الفترة الحالية لا يعد أمراً مغرياً على الإطلاق، مالا ينفي توقع الجيش لفشل مرسي، الأمر الذي إن حدث سيهوي بالبلاد إلى هوة سحيقة. وأكد الكاتب الأمريكي جاى نيوتن سمال "أن التخوف ممن سيخلف مرسي هو ما يقف وراء دعم ومساندة أمريكا له" وكما ذكرت الصحيفة "أن الرئيس مرسي لا يمتلك خطة واضحة لسداد ديون مصر في الموعد النهائي المحدد لها، وربما عوّل على إجراء تدابير تقشفية صارمة مثل خفض بعض الدعم الحكومي بنسبة تصل إلى 25٪، خاصة بعد الانتخابات التشريعية.والتي كان من المقرر عقدها في شهر أبريل الحالي وحتى يونيو، بما كان سيترك له متسعاً لفرض تدابير التقشف المنوطة، ذلك بفرض اجتياح جماعته للانتخابات. ولعل ذلك –إن حدث- كان سيعزز سيطرتهم على الحكومة المصرية. ولكن حال قرار المحكمة المصرية الصادر يوم الأربعاء (6-3-2013) دون ذلك، فقد حكمت المحكمة بتأجيل الانتخابات إلى أجل غير مسمى، وبدلاً من الطعن في قرار المحكمة أذهل مرسي جميع المراقبون للموقف بالقبول! ذلك، رغم استحقاق مرسي لإجراء الانتخابات التشريعية بموجب نص الدستور الجديد، الذي ترفضه الجماعات المعارضة، بدعوى استغراقه في فرض المسحة الإسلامية على القوانين كما خوائه من ضمانات لحماية الأقليات، مطالبين بدستور جديد، ما جعل قرار مقاطعة الانتخابات كفيلاً بأن يضع شرعية الفائزين موضع سؤال كما كان سيبرر لنزول المعارضين للاحتجاج في الشوارع. الأمر الذي يثبت أن المحاكم المصرية واحدة من السلطات القليلة المتبقية على نظام مرسي. وقد ذكر الكاتب "أن المساعدة الأمريكية المتضمنة في المفاوضات، تدفعها أمريكا في سبيل دفع ودعم الارتقاء إلى مستوى معاهدة السلام الإسرائيلية،وإتاحة الفرصة لإجراء الإصلاحات السياسية والاقتصادية اللازمة، كذلك لتوفير الحماية للمنظمات غير الحكومية والناس من جميع الأديان. لذلك، فقد شعرت أمريكا بجدوى التخلي عن هذه الشريحة من المال الأمريكي". وكإثبات لحسن النوايا "فقد حمل كيري، وزير الخارجية الأمريكي أثناء زيارته الدبلوماسية الأولى لمصر، بعض المساعدات الأمريكية كدفعة مقدمة نحو 1مليار دولار تعهد بها الرئيس أوباما في العام الماضي، وقدم كيري 190 مليون دولار لمرسي، بالإضافة إلى 60 مليون دولار كجزء من صندوق المشاريع للشركات الصغيرة" وكما أوضح جاى نيوتن "إن ما قدمته أمريكا من مساعدة مالية للرئيس مرسي ربما لا يمثل سوى قطرة في بحر بالنظر إلى احتياجات مصر، ولكنه من ناحية أخرى يؤكد دعم الولاياتالمتحدة لمرسي في اللحظة التي يبدو فيها في أمس الحاجة للمساعدة، وحتى الآن فإن الولاياتالمتحدة تدعم مرسي كأول زعيم منتخب ديمقراطيا في مصر. ورغم عدم وجود ضمانات لما تعهد به الرئيس مرسي من بذل مساعيه لمعالجة مشكلات الأقليات بعد وصول المساعدات الأمريكية، فإن مصر ستعيش أياماً صعبة للغاية في الأيام المقبلة إن لم يلتزم بما قال.