أكد علماء وفقهاء الشريعة الاسلامية أن الفاظ ومعاني القرآن الكريم التي نزلت منذ ما يزيد علي 1400 سنة صالحة لكل زمان ومكان ولا يجوز لأي إنسان علي وجه الأرض أن يشكك في هذه الصلاحية التي تتسع لكافة المتغيرات الحياتية والتطورات البشرية فضلا عن أنه لا يجوز لمسلم التشكيك في ذلك .. معتبرين أن من يسعي لطرح مثل هذه الامور علي هذه الشاكلة من أجل عرض دنيوي زائل أو مكسب سياسي عارض مثله كمثل من باع دينه بدنياه وعليه أن يراجع نفسه وأن يتوب الي الله . كان محمد أبوحامد - عضو مجلس الشعب المنحل- قال أن استخدام القرآن الكريم لألفاظ ليس بالضروة أن تكون تلك الألفاظ مسموح للمسلم استخدامها. خاصة وإن كان هذا اللفظ أصبح يسبب حرجا أو يؤذي الطرف الأخر. وأكد أبوحامد. خلال لقائه ببرنامج §§الشعب يريد§§. المذاع علي قناة التحرير. الاسبوع الماضي . أن الألفاظ الموجودة في القرآن الكريم نزلت منذ 1400 سنة وكانت تخاطب عقول وثقافات قادرة علي التعامل مع تلك الألفاظ. مشيرًا إلي أنه في حالة أن التلفظ بأحد تلك الألفاظ أدي إلي أذي للغير فلابد من استخدام الألفاظ التي تنادي بالبر في القرآن الكريم. و أنه لا يصح أن نقوم نحن المسلمين بأن ننصب انفسنا مكان رب العالمين وأن نستخدم ذات الألفاظ التي يستخدمها الله تعالي مع خلقه. خاصة وإن معتقدنا نحن المسلمين أن آيات الله في القرءان يخاطب بها العباد. وأنه سواء لفظ في القرآن أو في غير القرآن وبالتجربة ثبت أنه يؤذي مشاعر الغير فمن الدين والشرع أن أغيره وأن استخدم لفظا أخر لا يؤذي مشاعر سواء كان الطرف الأخر مسلما أو مسيحيا أو يهوديا أو أي ديانة أخري. المعاني الراقية يؤكد الدكتور إبراهيم قاسم - أستاذ البلاغة والنقد بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر - أن ألفاظ ومعاني القرآن الكريم ألفاظ بليغة تقدم معاني راقية وأحكاماً الهية تصلح لكل زمان ومكان ولا يجوز لبشر أيا كان أن يشكك في هذه الصلاحية والقدرة علي مجاراة الزمن وتطورات العصر و القرآن الكريم لم يترك شيئا ولم يفرط في شئ في الحياة الدنيا ولا حكم وشاردة ولا واردة الا وذكرها ما بين الاجمال والتفصيل . يقول تعالي ¢ ما فرطنا في الكتاب من شئ¢ . وكل ما يخص شئون الحياة الدنيا قال فيه سبحانه ¢ وأسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ¢ وأهل الذكر هنا يقصد بهم أهل المعرفة والتخصص في كل مجال من المجالات . أضاف : إنه لأمر محزن أن يسعي من حفظ القرآن الكريم وأنعم الله تعالي عليه بهذه النعمة العظيمة للتشكيك في القرآن الكريم وأحكامه . ويتحدث الآن من أجل عرض دنيوي زائل ومن أجل مكاسب سياسية مفضوحة يغازل بها من يستند اليهم في معاركه السياسية ليثبت ولاءه لهم زاعما أن بعض ألفاظ القرآن الكريم تؤذيهم . وأنها نزلت في زمان غير الزمان . وهذا كلام مردود عليه من القرآن الكريم وليس من خارجه ¢ لن ترضي عنك اليهود ولا النصاري حتي تتبع ملتهم ¢ . ومسألة إيزاء مشاعرهم هذا كلام رومانسي وليس كلاما شرعيا لأنه من الطبيعي أن آيات القرآن الكريم الذي يكفرون هم به لا تروق لهم جملة وتفصيلا و أن تؤذي هذه الآيات مشاعرهم ليس مستغربا لكن المستغرب أن يخرج هذا الكلام بما يحمله من دلالات في هذا التوقيت للتحضير للمعركة الانتخابية . ويشير الدكتور إبراهيم شعيب - المدرس بكلية الدعوة الاسلامية بجامعة الأزهر - الي أن إقحام القرآن الكريم في المعارك السياسية أمر مرفوض ولا يجوز لا لأبوحامد ولا غيره أن ينال من قدسية وصلاحية القرآن الكريم لكل زمان ومكان ومعاصرة أحكامه ومواءمتها لحياتنا المعاصرة بكل ما فيها من مستجدات ومستحدثات فلم يدع القرآن صغيرا ولا كبيرا قديما ولا حديثا الا وذكره باجمال تفسير قوله تعالي :¢ ما فرطنا في الكتاب من شئ¢ وهذا أمر معجز .. موضحا أن هؤلاء المشككين هم من التبست عليهم حياتهم ويحتاجون لمن يعيد لهم توازنهم وتفكيرهم في أمر دينهم من جديد بعيدا عن ذلك الاستغراق المبالغ فيه في مطامعهم ومطامحهم السياسية التي باعوا لأجلها دينهم وآخرتهم ولن يزيدهم ذلك الا خسرانا وبهتانا وضلالا . ودعا شعيب الي ضرورة التصدي لمثل هؤلاء ممن يثيرون الفتن ويمثلون خطرا أشد وأكبر علي الاسلام من أعدائه ويجب عليهم أن يتقوا الله في دينهم وليعلموا أن ما يلفظ من قول الا عليه رقيب عتيد وكل ما يتلفظ به المسلم محاسب عليه وأن ورد عن النبي - صلي الله عليه وسلم - في حديث ما معناه أنه سيأتي علي الأمة زمان ستكون فيه الكلمة أشد وقعا من السيف . وهذا ما نراه واقعا في هذه الأيام التي اشتدت فيها الفتن وكثرت دونما أن نجد من يتصدي لمثل هؤلاء . جهالة ويدعو الدكتور مصطفي مراد - الاستاذ بكلية الدعوة الاسلامية بجامعة الأزهر - الي ضرورة أن يتم الرد علي مثل هؤلاء الجهال الذين يطيب لمن علي شاكلتهم الترويج لأفكارهم وآرائهم المسمومة التي تنال من ثوابت هذه الأمة فليس أهم ولا أشد قدسية ولا حرمة في شريعتنا من الطعن في الرسالة المحمدية التي ما كانت الا خطابا للعالمين الي يوم الدين تعهد الله بحفظه لما له من صلاحية استمرت وستستمر الي يوم الدين رغم ضلال الضالين وكذب وافتراء الجهال والمفسدين . والطعن في القرآن الكريم وصلاحية خطابه لمخاطبة الآخر فإنه مردود عليه بأن ارقي خطاب وابلغ عبارات وأفصح رسائل كتبت علي ظهر البسيطة منذ أن أقام الله الدنيا الي قيام الساعة هي ألفاظ وعبارات ومعاني القرآن الكريم الذي أعجز من تبحر في علومه البلاغية وصياغة عباراته الانشائية فنشأت علوم الاعجاز العلمي في القرآن. وتعرض الي أن النيل من القرآن من أجل عرض دنيوي زائل غرضه مفضوح ومردود علي قائله بأن خطاب القرآن الكريم لا يؤذي مشاعرهم وانما يكشف لهم تلك الحقائق التي يتهربون من مواجهتها ويضع لهم حقيقة شرعتهم وأن أياً منهم حين يتوقف أمام آيات القرآن الكريم ويأذن له الله بالهداية يجد نفسه أمام الحقيقة الواضحة والحق الذي لا جدال فيه دونما تزييف ولا مواراة . وهذا هو الذي يجعل مشاعرهم تتأذي وتتأثر كما يزعم الزاعمون .