اقتضت حكمة الله تعالي أن كل شيء له بداية لابد أن تكون له نهاية.. ومنذ أيام قليلة ودعنا عاماً واستقبلنا آخر. ودعنا عاما انقضت فيه صفحة من صفحات حياتنا. ولاندري اذا كنا طويناها بسوء أعمالنا أم بيضناها بصالح الأعمال. والعاقل من اعتبر بانقضاء الايام وحاسب نفسه ماذا أسلفت في عامها الماضي فإن كان خير ازداد. وان كان غير ذلك أقلع وأناب.. مر عام وكم من مولود فيه قد ولد وكم من ميت قد مات ولم اغتني فيه فقير وكم افتقر فيه غني. وكم عز فيه ذليل وكم ذل فيه عزيز.. والعاقل من اعتبر وتدبر قول الله تعالي: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون" سورة الحشر آية "18". ومع نسمات هذا العام ونحن في أيامه الأولي نسأل الله أن يكون عام خير وأمن وسلام واطمئنان وتقدم وازدهار وعمل واستقرار ونهضة وانتصار وحب واخلاص وعدالة وتنمية وكرامة وصبر وأمل وانطلاق وتضحية ووحدة وتعقل وعمل وحيوية. يارب.. ونحن في مستهل عامنا الجديد انقلنا من الآلام الي الآمال ومن المحن الي المنح ومن الخوف للأمن ومن الانقسام للتوحد ومن الضعف للقوة ومن الاضراب للانتاج ومن الكلام للأفعال ومن التخوين للتأمين ومن التصعيد والتربص للترفع والانصاف ومن الانتقام للعفو ومن تعقيد الأمور الي تقديم الحلول ومن الأنا لانكار الذات ومن الزعامات الشكلية للعمل بجدية ومن الأحزاب الورقية والشكلية للتعددية الحقيقية. يارب.. ونحن نتنفس نسمات هذا العام الجديد اهدي لنا النخبة السياسية وألف بين قلوب الفرقاء واجعلهم جميعاً علي قلب رجل واحد للوصول بمصر الي بر الأمان. *** وختاماً : يقول الحسن البصري رحمه الله تعالي: مامن يوم ينشق فجره إلا وينادي: يا ابن آدم أنا خلق جديد وعلي عملك شهيد فاغتنمني فإني لا أعود إلي يوم القيامة".