من الطبيعي أن تمر الدول بظروف مختلفة وأحوال متباينة. وذلك لأن الأجواء العامة لا تستقر علي حال. ولدينا من التغيرات المناخية دليل علي ذلك. فيوم حار. ويوم بارد. ويوم معتدل. وهكذا ومن واجب الشعوب أن تحيا هذه الظروف وأن تعطيها حقها من التصرفات المستقيمة حتي تصل إلي غاياتها. والمهم ألا تتباين الرؤي وألا تختلف التصرفات وذلك حيث يصل الجميع إلي بر الأمان وغاية الأحلام. وإذا كان من الطبيعي أن تطرأ ظروف الاختلاف في الشعب الواحد نتيجة لتعدد الطوائف وتباين وجهات النظر فإن الوصول إلي نقطة اتفاق أمر ضروري. وهذا معناه أن يتنازل كل طرف عن شيء مما يطلبه وفي هذا يكون اتفاق الجميع الذي يصل بالوطن إلي غاية يتمناها الجميع. إن اختلاف الناس أمر طبيعي وذلك نتيجة اختلاف الظروف وطرق التربية وتباين الآراء ووجهات النظر. ولكن لابد أن يصل الجميع إلي الشاطئ الذي يحقق لهم النجاة من الغرض ويوفر لهم الأرضية التي يرفعون فوقها البناء حتي يصلوا به إلي ما يبتغون من رفعة وسؤدد. والشعوب تعمر بالحركة والحيوية وهي في ذلك ترجو غدا أفضل من اليوم كما حققت يوما أفضل من الأمس. ولكن علي أولي الأمر والقادة أن يبصروا شعوبهم بالرؤي المستقبلية فالدنيا تتغير والظروف تتبدل. وذلك يحتاج إلي تصرفات تناسب الأحوال والظروف الطارئة وليست هناك أمة تقف علي شاطئ واحد وإنما هي تعني للتغيير حتي تسبق سواها إلي شواطئ الأمان لترتفع اسباب التنمية ويكثر الإنتاج وتتحقق الوفرة لكل طالب عمل. والشعوب المتحركة هي التي تتحقق فيها التنمية لأن التنمية تحتاج إلي عمل وتحتاج أيضا إلي البحث في أعماق الأرض وفي النظر إلي السماء فهما وآمال خصبة تعطي الوفرة والزيادة علي الحاجة ومن هنا لابد أن ينشأ التعاون بين الجميع وهذه هي سنة الحياة والحكماء يذكرون دائما أن في الحركة بركة وأن في العمل زيادة في الإنتاج ووفرة في العطاء وعندما يتحقق ذلك نري التعاون أمراً طبيعيا بين الأفراد والجماعات وكذلك بين الدول فلا حل إذن لحالة الجمود والكسل التي تعيش فيها بعض الشعوب إلا بالعمل والإنتاج فالخير كثير في الأرض وفي السماء مصداقا لقول الله تعالي.. "وفي السماء رزقكم وما توعدون" ورزق السماء الذي يتمثل أو ما يتمثل في الخطر يعطل إلي الأرض فتتبدل صفرتها إلي خضرة تحمل الثمار والغذاء للناس جميعا.