* تسأل ساري باسم من القاهرة: ما هو السر في الاهتمام بالحجر الأسود وتقبيله أثناء الحج والعمرة؟ ** يجيب د. شعبان إسماعيل الأستاذ بجامعة الأزهر: الحجر الأسود من أحجار الجنة. ومن هنا كانت له هذه المكانة التي فاقت كل اعتبار. فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "نزل الحجر الأسود من الجنة. وهو أشد بياضاً من اللبن. فسودته خطايا بني آدم". وفي هذا رد علي من يسميه بالأسعد اجتهاداً. ولا اجتهاد مع قول الرسول صلي الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوي. ان هو إلا وحي يوحي إليه من ربه جل وعلا. ويؤكد علي هذا: ما جاء عن محمد بن نافع الخزاعي قال: "تأملت الحجر الأسود وهو مقلوع. فإذا السواد في رأسه فقط. وسائره أبيض. وطوله قدر ذراع". وعن جعفر بن عبدالله قال: رأيت محمد بن عباد بن جعفر قبل الحجر وسجد عليه. ثم قال: رأيت خالد بن عباس يقبله ويسجد عليه. وقال ابن عباس: رأيت عمر بن الخطاب قبل وسجد عليه. ثم قال: رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم فعل هكذا. ففعلت". ولما كان الأصل في الطاعة: الامتثال لكل ما أمر به رسول الله صلي الله عليه وسلم أو فعله رجع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه عما كان يعتقده من انه لا فائدة في تقبيل الحجر الأسود إلا الاقتداء بخير البشر صلي الله عليه وسلم تنفيذاً لقول الله تعالي: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة..." "الأحزاب: 21". فقال رضي الله عنه: "إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع. ولولا أني رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك". ومن اثار هذا الاتباع: ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "ليأتين الحجر يوم القيامة وله عينان يبصر بهما. ولسان ينطق به. ويشهد علي من يستلمه بحق. وفي هذا دلالة علي قدرة الله تعالي في انطاق الحجر الأصم. وتمييزه بين المشهود له وغيره. وان الثواب والأجر العظيم يكونان باتباع ما جاء به الرسول صلي الله عليه وسلم.