أكد العلماء أن محبة الرسول صلي الله عليه وسلم ليست أقوالا فقط وإنما لابد أن تستبقها ترجمة حقيقية في التأسي به وبأخلاقه ..وطالبوا طلاب العلم بأن يعرفوا الناس بسيرة رسول الله وان يقوم أولياء الأمور في الأسرة بتعليم أبنائهم أخلاق الرسول عمليا .. وأشاروا إلي أن الإساءات الحالية ليست الأولي ولن تكون الأخيرة وواجبنا ان نحول المحنة الي منحة تفيد الإسلام والمسلمين وتفسد مؤامرات الأعداء ..جاء ذلك خلال الندوة الي عقدتها الجمعية الشرعية تحت عنوان ¢حب النبي صلي الله عليه وسلم .. عمل وعطاء¢ في البداية أكد الدكتور محمد المختار المهدي- الرئيس العام للجمعيات الشرعية- عضو هيئة كبار علماء الأزهر ان الله تولي الله عز وجل تولي الدفاع عن رسوله صلي الله عليه وسلم ضد أعداء النبوة والإسلام فخاطبه قائلا: {إِنَّا كَفَينَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} (الحجر: 95" وامتدت تلك الحماية إلي جميع العصور في قوله: {فَسَيكْفِيكَهُمْ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (البقرة: 137". وقد حكم علي كل من يكرهه بالبتر والخزي فقال: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} (الكوثر: 3". وتوعدهم بإحباط العمل فقال: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَينَ لَهُمْ الهُدَي لَنْ يضُرُّوا اللَّهَ شَيئاً وَسَيحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ} (محمد: 32". وأشار إلي أن الإساءة إلي الرسول صلي الله عليه وسلم لا تغضّ من قدره لانه سيظل رفيع المنزلة خالد الذكر عظيم الأثر ما بقيت الحياة علي الأرض فقد تكفل الله بذلك في قوله: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} (الشرح: 4" وما يرفعه الله لن ينخفض أبدا وهذه الإساءات للرسول الله صلي الله عليه وسلم متكررة منذ بعثته فقد اتهم بالسحر وبالجنون وبالافتراء لدرجة أن نعي الله عليهم في تخبطهم في وصفه فخاطب نبيه صلي الله عليه وسلم قائلا:{انظُرْ كَيفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلا يسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً} (الفرقان: 9". وسيستمر شياطين الإنس والجن في تضليلهم وتزوير الحقائق إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها فتلك سنة الله كما قال {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِي عَدُوّاً مِنْ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَي بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً} (الفرقان: 31". التأسي بأخلاق الحبيب أشار الدكتور طلعت عفيفي وزير الأوقاف- الوكيل العلمي للجمعية الشرعية إلي ان الحديث عن النبي صلي الله عليه وسلم ومناقبه وفضائله يطول ولا يستطيع أحد أن يصل إلي مقامه إذ صنعه الله علي يديه وأدبه فأحسن تأديبه ولهذا فان فضل رسول الله ليس له حد فيعرب عنه ناطق بفم وعلي طلاب العلم أن يجتهدوا في دراسة وتدريس سيرة النبي صلي الله عليه وسلم ويكون المسلمون أكثر تمسكا بدينهم ومعرفة بسيرته لأنه القائل: "ما تركت شيئا يقربكم من الله إلا قد أمرتكم به. ولا شيئًا يبعدكم عن الله إلا قد نهيتكم عنه وأن يحسنوا تقديم الدين فقد كان النبي صلي الله عليه وسلم حكيما وبعيد النظر في تعليمه لأمته يقول عبدالله بن مسعود: "كان صلي الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة كراهية السآمة علينا¢ ولهذا أشاد الله بأخلاقه المستمدة من القرآن فقال{وَإِنَّكَ لَعَلي خُلُقي عَظِيمي} (القلم: 4" ووصفه صحابته بأن كان قرآنا يمشي علي الأرض. الدفاع الحقيقي أوضح الدكتور عبده مقلد مستشار وزير الأوقاف انه يجب علي الأفراد والمؤسسات والأسر والحكومات والمنظمات أن يستلهموا من سيرة النبي صلي الله عليه وسلم ألا يختزل الإسلام في الهدي الظاهر فسنة النبي صلي الله عليه وسلم أشمل وتبدأ بإحياء الضمائر والعواطف والمشاعر.