قال صلي الله عليه وسلم : "إياكم والجلوس علي الطرقات.. قالوا: يا رسول الله: ما لنا من ذلك بد.. قال: إن كان ولابد فأعطوا الطريق حقه.. قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: غض البصر وكف الأذي ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". وغض البصر معناه أن المرأة لا تمشي في الطريق وكأنها في برميل وإلا ما كنا في حاجة إلي غض البصر.. والسلام ليس مجرد كلمة تقال وإنما إحساس بالطمأنينة والسكينة يشعر به الناس.. والأمر بالمعروف يعني النصح بالابتعاد عن المنكر والابتعاد عن المنكر يختلف عن تغيير المنكر.. والنهي عن المنكر يشبه الطب الوقائي الذي ينصحنا بالنظافة وتطهيرنا من الميكروبات والفيروسات المسببة للأمراض.. أما في حالة وقوع المنكر فلا ينفع النهي عنه.. كما هو الحال بعد الإصابة بالمرض لا يصلح الطب الوقائي. ويأتي دور الطب العلاجي أو الجراحي.. وهنا يكون علماء الدين نوعين: نوع يقف دوره عند النهي والنصح والأجر والتوضيح والتفهيم مثل خطباء المساجد والدعاة.. يقف دورهم عند الإصابة ولا يقدرون علي تجاوز هذا الدور في كثير من الأحيان. ونوع يقدر علي العلاج والشفاء وتطهير القلب.. وهؤلاء هم الذين فتح الله عليهم بمدد من عنده هؤلاء هم ورثة الأنبياء وللحديث بقية.